الضَّرُورِيَّاتُ الخَمْسُ
****
أَوَّلاً:
حِفْظُ الدِّينِ:
·
المُرَادُ
بِحِفْظِ الدِّينِ:
وأَوَّلُ
هَذِهِ الضَّرُورِيَّاتُ حِفْظُ الدِّينِ، وحِفْظُ الدِّينِ مَسْؤُولِيَّةَ
الجَمِيعِ، والدِّينُ يَعْنِي: تَوْحِيدُ اللَّهِ تعالى، وإِخْلاَصُ العِبَادَةِ لَهُ،
وتَرْكُ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ، وكَذَلِكَ اتِّبَاعُ الرَّسُولِ صلى الله عليه
وسلم فِيمَا جَاءَ بِهِ عَنِ اللَّهِ تعالى، وحِفْظُ الدِّينِ هُوَ الأَسَاسُ
والأَصْلُ، وكُلُّ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ تعالى يَبْدَأُ دَعْوَتَهُ بِهَذَا
الأَمْرِ، أَيْ: بِإِصْلاَحِ الدِّينِ، وإِخْلاَصِ العِبَادَةِ لِلَّهِ تعالى،
ومِنْ أَوَّلِ الرُّسُلِ نُوح عليه السلام إِلَى آخِرِهِم مُحَمَّد صلى الله عليه
وسلم خَاتَمُ النَّبِيِّينَ كُلُّهُم فَأَوَّلُ مَا بَدَؤُوا بِهِ هُوَ حِفْظُ
الدِّينِ، الَّذِي أَسَاسُهُ العَقِيدَة السَّلِيمَة الَّتِي هِيَ مَعْنَى لا
إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وتَحْقِيقهَا قَوْلاً وعَمَلاً واعْتِقَادًا، فَكَانَ كُلُّ
رَسُولٍ يَقُولُ لِقَوْمِهِ: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ
غَيۡرُهُۥٓ﴾ [الأعراف: 59]، كَمَا قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [ا لنحل: 36].
وهَذَا يَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ أَوَامِرَ الدِّينِ، فَأَوَّلُ مَا يَجِبُ أَنْ يَعْتَنِيَ بِهِ المُسْلِمُونَ وخُصُوصًا العُلَمَاءُ والدُّعَاةُ هُوَ إِصْلاَحُ العَقِيدَةِ، وذَلِكَ بِإِخْلاَصِ العِبَادَةِ لِلَّهِ تعالى، وتَرْكِ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ، وإِخْلاَصِ المُتَابَعَةِ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وتَرْكِ البِدَعِ والمُحْدَثَاتِ الَّتِي تُخَالِفُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم كَمَا قَالَ عليه الصلاة والسلام: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، فلا بُدَّ من حِفْظِ الدِّينِ، وذَلِكَ بِأَنْ يَهْتَمَّ العُلَمَاءُ ووُلاَةُ الأُمُورِ والدُّعَاةُ، وكُلُّ مُسْلِمٍ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2550)، مسلم رقم (1718).