الأَصْلُ الثَّانِي
****
ومِنْ
أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ أَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ وعَمَلٌ
واعْتِقَادٌ، يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ ويَنْقُصُ بالمَعْصِيَةِ، فَلَيْسَ الإِيمَانُ
قَوْلاً وعَمَلاً دُونَ اعْتِقَادٍ، ولأَِنَّ هَذَا إِيمَانُ المُنَافِقِينَ،
ولَيْسَ هُوَ مُجَرَّدُ المَعْرِفَةِ بِدُونِ قَوْلٍ وعَملٍ؛ لأَِنَّ هَذَا
إِيمَانُ الكَافِرِينَ الجَاحِدِينَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ
ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ﴾ [النمل:
14] وقَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِنَّهُمۡ
لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام: 33].وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَعَادٗا
وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ﴾ [العنكبوت: 38].
ولَيْسَ
الإِيمَانُ اعتْقَادًا فَقَطْ أو قَوْلاً واعْتِقَادًا دُونَ عَمَلٍ؛ لأَِنَّ
هَذَا إِيمَانُ المُرْجِئَةِ، واللَّهُ تَعَالَى كَثِيرًا مَا يُسَمِّي
الأَعْمَالَ إِيمَانًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ
وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا
وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا
رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ
عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٤﴾
[الأنفال: 2- 4]، وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ﴾ [البقرة: 143]، أَيْ: صَلاَتَكُم إِلَى بَيْتِ
المَقْدِسِ، سَمَّى الصَّلاَةَ إِيمَانَا.
الأَصْلُ الثَّالِثُ
****
ومِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ أَنَّهُم لا يُكَفِّرُونَ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ إلاَّ إِذَا ارْتَكَبَ نَاقِضًا من نَوَاقِضِ الإِسْلاَمِ، أَمَّا مَا كَانَ مِنَ الكَبَائِرِ الَّتِي هِيَ دُونَ الشِّرْكِ، ولَم يَدُلَّ دَلِيلٌ عَلَى كُفْرِ مُرْتَكِبِهِ - كَتَرْكِ الصَّلاَةِ