×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

الأَصْلُ الخَامِسُ

****

ومِنْ أَصْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ تَحْرِيمُ الخُرُوجِ عَلَى وُلاَةِ أُمُورِ المُسْلِمِينَ إِذَا ارْتَكَبُوا مُخَالَفَةً دُونَ الكُفْرِ؛ لأَِمْرِهِ صلى الله عليه وسلم بِطَاعَتِهِم في غَيْرِ مَعْصِيَةٍ مَا لَم يَحْصُلْ مِنْهُم كفْرٌ بَوَاحٌ، بِخِلاَفِ المُعْتَزِلَةِ الَّذِينَ يُوجِبُونَ الخُرُوجَ عَلَى الأَئِمَّةِ إِذَا ارْتَكَبُوا شَيْئًا مِنَ الكَبَائِرِ ولَوْ لَم يَكُنْ كُفْرًا، ويَعْتَبِرُونَ هَذَا مِنَ الأَمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، والوَاقِعُ أَنَّ عَمَلَ المُعْتَزِلَةِ هَذَا هُوَ أَعْظَمُ المُنْكَرِ، لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ من مَخَاطِرَ عَظِيمَةٍ مِنَ الفَوْضَى وفَسَادِ الأَمْرِ واخْتِلاَفِ الكَلِمَةِ وتَسَلُّطِ الأَعْدَاءِ.

الأَصْلُ السَّادِسُ

****

ومِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ سَلاَمَةُ قُلُوبِهِم وأَلْسِنَتِهِم لأَِصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا وصَفَهُم اللَّهُ بِذَلِكَ في قَوْلِهِ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ المُهَاجِرِينَ والأَنْصَارَ وأَثْنَى عَلَيْهِم، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10].

وعمْلاً بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1])، خِلاَفًا لِلمُبْتَدِعَةِ مِنَ الرَّافِضَةِ والخَوَارِجِ الَّذِينَ يَسُبُّونَ الصَّحَابَةَ ويَجْحَدُونَ فَضَائِلَهُم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3470)، مسلم(2541).