ويَرَى أَهْلُ السُّنَّةِ أَنَّ الخَلِيفَةَ
بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ
عُثْمَانُ ثُمَّ عَلِيٌّ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ، فَمَنْ طَعَنَ في خِلاَفَةِ
واحِدٍ من هَؤُلاَءِ فَهُوَ أَضَلُّ من حِمَارِ أَهْلِهِ؛ لِمُخَالَفَتِهِ
النَّصَّ والإِجْمَاعَ عَلَى خِلاَفَةِ هَؤُلاَءِ عَلَى هَذَا التَّرْتِيبِ.
الأَصْلُ السَّابِعُ
****
ومِنْ
أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ مَحَبَّةُ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم وتَوَلِّيهِم عَمَلاً بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم بِقَوْلِهِ: «أُذَكِّرُكُمُ
اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» ([1])،
ومِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُ المُؤْمِنِينَ رضي الله عنهن
وأَرْضَاهُنَّ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَمَا خَاطَبَهُنَّ بِقُوَّةٍ: ﴿يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ﴾ [الأحزاب: 30]، ووَجَّهَ إِلَيْهِنَّ نَصَائِحَ
ووَعَدَهُنَّ بالأَجْرِ العَظِيمِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ
أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا﴾
[الأحزاب: 33].
والأَصْلُ في أَهْلِ البَيْتِ قَرَابَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والمُرَادُ بِهِم هُنَا الصَّالِحُونَ مِنْهُم خَاصَّةً، أَمَّا قَرَابَتُهُ غَيْرُ الصَّالِحِينَ فَلَيْسَ لَهُم حَقٌّ كَعَمِّهِ أَبِي لَهَبٍ ومَنْ شَابَهَهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ﴾ [المسد: 1]... السُّورَةُ، فَمُجَرَّدُ القَرَابَةِ مِنَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم والانْتِسَابِ إِلَيْهِ من غَيْرِ صَلاَحٍ في الدِّينِ لا يُغْنِي صَاحِبَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ عَمَّ رَسُولِ الله لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2408).