مِنَ
اللهِ شَيْئًا» ([1]).
وقُرَابَةُ الرَّسُولِ الصَّالِحُونَ لَهُم عَلَيْنَا حَقُّ الإِكْرَامِ
والمَحَبَّةِ والاحْتِرَامِ، ولا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَغْلُوَ فِيهِم
فَنَتَقَرَّبَ إِلَيْهِم بِشَيْءٍ مِنَ العِبَادَةِ أو نَعْتَقِدَ فِيهِم أَنَّهُم
يَنْفَعُونَ أو يَضُرُّونَ من دُونِ اللَّهِ قال تعالى: ﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ
ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ
وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا﴾
[الأحزاب: 33]؛ لأَِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ لِنَبِيه صلى الله عليه وسلم:
﴿قُلۡ إِنِّي
لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا﴾
[الجن: 21] ﴿قُل
لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ
كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ﴾ [الأعراف: 188]، فَإِذَا كَانَ الرَّسُولُ صلى الله
عليه وسلم كَذَلِكَ فَكَيْفَ بِغَيْرِهِ، فَمَا يَعْتَقِدُهُ بَعْضُ النَّاسِ
بِمَنْ يَنْتَسِبُونَ لِقَرَابَةِ الرَّسُولِ اعْتِقَادٌ بَاطِلٌ.
الأَصْلُ الثَّامِنُ
****
ومِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ التَّصْدِيقُ بِكَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ، وهِيَ مَا قَدْ يُجْرِيهِ اللَّهُ عَلَى أَيْدِي بَعْضِهِم من خَوَارِقَ العَادَاتِ إِكْرَامًا لَهُم كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ الكِتَابُ والسُّنَّةُ، وقَدْ أَنْكَرَ وُقُوعَ الكَرَامَاتِ المُعْتَزِلَةُ والجهْمِية وهُوَ إِنْكَارٌ لأَِمْرٍ واقِعٍ مَعْلُومٍ، ولَكِنْ يَجِبُ أَنْ نَعْلَمَ مِنَ النَّاسِ في وقْتِنَا من ضَلَّ في مَوْضُوعِ الكَرَامَاتِ وغَالَى فِيهَا حَتَّى أَدْخَلَ فِيهَا مَا لَيْسَ مِنْهَا مِنَ الشَّعْوَذَةِ وأَعْمَالِ السَّحَرَةِ والشَّيَاطِينِ والدَّجَّالِينَ، والفَرْقُ واضِحٌ بَيْنَ الكَرَامَةِ والشَّعْوَذَةِ، فالكَرَامَةُ مَا يَجْرِي عَلَى أَيْدِي عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، والشَّعْوَذَةُ مَا يَجْرِي عَلَى يَدِ السَّحَرَةِ والكَفَرَةِ والمَلاَحِدَةِ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2602)، ومسلم رقم (206).