×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

أَسْمَاءُ الفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ ومَعْنَاهَا

*****

لَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الفِرْقَةُ هِيَ الفِرْقَةُ السَّالِمَةُ مِنَ الضَّلاَلِ تَطَلَّبَ الأَمْرُ مَعْرِفَةَ أَسْمَائِهَا وعَلاَمَاتِهَا لِيُقْتَدَى بِهَا، فَلَهَا أَسْمَاءٌ عَظِيمَةٌ تَمَيَّزَتْ بِهَا من بَيْنِ سَائِرِ الفِرَق، ومِنْ أَهَمِّ هَذِهِ الأَسْمَاءِ والعَلاَمَاتِ: أَنَّهَا الفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ، والطَّائِفَةُ المَنْصُورَةُ، وأَهْلُ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ، ومَعَانِيهَا كَمَا يَلِي:

1- أَنَّهَا الفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ، أَيْ: النَّاجِيَةُ مِنَ النَّارِ حَيْثُ اسْتَثْنَاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا ذَكَرَ الفِرَقَ وقَالَ: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إلاَّ وَاحِدَةً» ([1])، يَعْنِي: لَيْسَتْ في النَّارِ.

2- أَنَّهَا تَتَمَسَّكُ بِكِتَابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ ومَا كَانَ عَلَيْهِ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ حَيْثُ قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([2]).

3- أَنَّ أَهْلَهَا هُم أَهْلُ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ: فَهُمْ يَتَمَيَّزُونَ بِميزَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ:

الميزَةُ الأُولَى: تَمَسُّكُهُم بِسُنَّةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى صَارُوا أَهْلَهَا بِخِلاَفِ سَائِرِ الفِرَقِ فَهِيَ تَتَمَسَّكُ بِآرَائِهَا وأَهْوَائِهَا وأَقْوَالِ قَادَتِهَا، فَهِيَ لا تُنْسَبُ إِلَى السُّنَّةِ وإِنَّمَا تُنْسَبُ إِلَى بِدَعِهَا وضَلاَلاَتِهَا كَالْقَدَرِيَّةِ والمُرْجِئَةِ، أو إِلَى أَئِمَّتِهِم كَالْجَهْمِيَّةِ، أو إِلَى أَفْعَالِهِم القَبِيحَةِ كَالرَّافِضَةِ والخَوَارِجِ.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2640)، وأبو داود رقم (4596)، وابن ماجه رقم (3991)، وأحمد رقم (12479).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2640)، وأبو داود رقم (4596)، وابن ماجه رقم (3991)، وأحمد رقم (12479).