×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

ومَلِيكُهُ، وتَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ، مَعْنَاهُ: إِفْرَادُهُ بِأَفْعَالِ العِبَادِ الَّتِي يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَيْهِ إِذَا كَانَ مِمَّا شَرَعَهُ اللَّهُ، كَالدُّعَاءِ والخَوْفِ والرَّجَاءِ والمَحَبَّةِ والذَّبْحِ والنَّذْرِ والاسْتِعَانَةِ والاسْتِعَاذَةِ والاسْتِغَاثَةِ والصَّلاَةِ والصَّوْمِ والحَجِّ والإِنْفَاقِ في سَبِيلِ اللَّهِ، وكُلِّ مَا شَرَعَهُ اللَّهُ وأَمَرَ بِهِ لا يُشْرِكُونَ مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ فِيهِ لا ملِكًا ولا نَبِيًّا ولا ولِيًّا ولا غَيْرَهُم، وتَوْحِيدُ الأَسْمَاءِ والصِّفَاتِ وتَنْزِيهُ اللَّهِ عَنْهُ نَفْسَهُ أو نَزَّهَهُ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ العُيُوبِ والنَّقَائِصِ من غَيْرِ تَمْثِيلٍ ولا تَشْبِيهٍ، ومِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ ولا تَعْطِيلٍ ولا تَأْوِيلٍ كَمَا تَعَالَى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11] وكَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ [الأعراف: 180].

2- والإِيمَانُ بالمَلاَئِكَةِ، مَعْنَاهُ: التَّصْدِيقُ بِوُجُودِهِم، وأَنَّهُم خَلْقٌ من خَلْقِ اللَّهِ، خَلَقَهُم من نُورٍ، خَلَقَهُم لِعِبَادَتِهِ وتَنْفِيذِ أَوَامِرِهِ في الكَوْنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧ [الأنبياء: 26- 27] قَال َ تَعَالَى: ﴿جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ يَزِيدُ فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [فاطر: 1].

3- والإِيمَانُ بالكُتُبِ، يَعْنِي: التَّصْدِيقُ بِهَا وبِمَا فِيهَا مِنَ الهُدَى والنُّورِ، وأَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا عَلَى رُسُلِهِ لِهِدَايَةِ البَشَرِ، وأَعْظَمهَا الكُتُبُ الثَّلاَثَةُ: التَّوْرَاةُ والإِنْجِيلُ والقُرْآنُ، وأَعْظَمُ الثَّلاَثَةِ القُرْآنُ الكَرِيمُ وهُوَ المُعْجِزَةُ العُظْمَى، قَالَ تَعَالَى: ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا [الإسراء: 88].

ويُؤْمِنُ أَهْلُ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ بِأَنَّ القُرْآنَ كَلاَمُ اللَّهِ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ


الشرح