×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

وقَالَ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ» ([1]).

مُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأُمُورِ والنَّصِيحَةُ لَهُم وطَاعَتُهُم في المَعْرُوفِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ [النساء: 59].

هَذَا مِمَّا يَحْصُلُ بِهِ الاجْتِمَاعُ والائْتِلاَفُ والقُوَّةُ لِلمُسْلِمِينَ.

فَهَذِهِ الأُمُورُ الثَّلاَثَةُ: وحْدَةُ العَقِيدَةِ، ووحْدَةُ المَصْدَرِ، ووَحْدَةُ القِيَادَةِ إِذَا تَجَمَّعَتْ لِلمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ لَهُم الخَيْرُ كُلُّهُ.. وهَذِهِ الثَّلاَثُ والحَمْدُ لِلَّهِ مُجْتَمِعَةٌ لَنَا الآنَ، عَقِيدَتُنَا عَقِيدَةُ التَّوْحِيدِ، شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.

كَوْنُ هَذِهِ البِلاَدِ بِلاَدُ التَّوْحِيدِ الخَالِصِ

****

عَقِيدَتُنَا عَقِيدَةُ التَّوْحِيدِ الخَالِصِ فَلَيْسَ عِنْدَنَا - والحَمْدُ لِلَّهِ - شَيْءٌ من مَظَاهِرِ الشِّرْكِ الَّتِي تُوجَدُ في البِلاَدِ الأُخْرَى، بِلاَدُنَا بِلاَدُ التَّوْحِيدِ، وبِلاَدُ العَقِيدَةِ وبِلاَدُ الدَّعْوَةِ كَمَا كَانَتْ في عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولا تَزَالُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

وكَذَلِكَ عِنْدَنَا وحْدَةُ المَصْدَرِ وهُوَ كِتَابُ اللَّهِ وسُنَّةُ رَسُولِنَا صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّغِيرَةِ والكَبِيرَةِ نُطَبِّقُ الحُدُودَ، ونُقِيمُ الأَمْرَ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ ونُنَفِّذُ الحُدُودَ، وهَذِهِ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ مِنَ اللَّهِ تعالى.

قِيَادَتُنَا والحَمْدُ للَّه مُسْلِمَةٌ قَامَتْ عَلَى الكِتَابِ والسُّنَّةِ وعَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ عز وجل لا أَقُولُ بِأَنَّنَا قَدْ كَمُلْنَا مِن كُلِّ الوُجُوهِ.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (55).