×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

وهَذِهِ الحَادِثَةُ الَّتِي سَمِعْتُم شَيْئًا مِنْهَا وسَمِعْتُم مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهَا من قُرْآنٍ فِيهَا عِبْرَةٌ لَنَا في أَنَّ الأَعْدَاءَ يُغِيظُهُم إِذَا اجْتَمَعْنَا عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وعَلَى سُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.

فالأَعْدَاءُ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُلْقُوا بَيْنَنَا العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ، وأَنْ يُفَرِّقُوا جَمَاعَتَنَا، وأَنْ يُشَتِّتُوا شَمْلَنَا، وأَنْ يُعِيدُوا بَيْنَنَا النَّخْوَةَ الجَاهِلِيَّةَ، فَلْنَحْذَرْ من ذَلِكَ، ولِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103].

فالتَّفَرُّقُ شَرٌّ وبَلاَءٌ وفِتْنَةٌ ولا يُحْسَمُ ذَلِكَ الشَّرُّ إلاَّ بِالرُّجُوعِ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.

الأُمُورُ الَّتِي يَتَحَقَّقُ بِهَا الاجْتِمَاعُ والقُوَّةُ والائْتِلاَفُ لِلمُسْلِمِينَ

****

وفي الحَدِيثِ الَّذِي سَمِعْتُم قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: «أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ»([1]).

هَذَا الحَدِيثُ أَمَرَنَا فِيهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ:

بِوحْدَةِ العَقِيدَةِ: في قَوْلِهِ: «أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ([2]).

وبِوحْدَةِ المَرْجِعِ والمَصْدَرِ الَّذِي نَرْجِعُ إِلَيْهِ في حَلِّ مَشَاكِلِنَا في قَوْلِهِ: «وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا» ([3]).

وبِوحْدَةِ القِيَادَةِ في قَوْلِهِ: «وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ» ([4]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1715).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2782)، مسلم رقم (1773).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (1715).

([4])  أخرجه: مسلم رقم (1715).