×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

·       تَعْرِيفُ الفَاسِقِ ومَفْهُومُهُ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ:

والفَاسِقُ مَعْنَاهُ: هُوَ الخَارِجُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ؛ لأَِنَّ الفِسْقَ في اللُّغَةِ هُوَ: الخُرُوجُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ.

والفَاسِقُ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ: هُوَ مَنِ ارْتَكَبَ كَبِيرَةً من كَبَائِرِ الذُّنُوبِ دُونَ الشِّرْكِ فَهُوَ يُسَمَّى فَاسِقًا سَاقِطَ العَدَالَةِ، لا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ ولا يُقْبَلُ خَبَرُهُ.

وهُوَ لَيْسَ بِكَافِرٍ بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ ولَكِنَّهُ نَاقِصُ الإِيمَانِ، لا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ ولا يُعْتَبَرُ عَدْلاً حَتَّى يَتُوبَ إِلَى اللَّهِ عز وجل مِمَّا ارْتَكَبَ ثُمَّ تَعُودُ إِلَيْهِ العَدَالَةُ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٤إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥ [النور: 4- 5].

·       حِرْصُ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ عَلَى التَّثَبُّتِ في الرِّوَايَةِ وقَبُولِهَا:

ولِهَذَا كَانَ عُلَمَاءُ المُسْلِمِينَ وعُلَمَاءُ الرِّوَايَةِ لا يَقْبَلُونَ الرِّوَايَةَ إلاَّ مِمَّنْ تَوَفَّرَتْ فِيهِ شُرُوطُ العَدَالَةِ والضَّبْطِ والإِتْقَانِ، فَهُمْ لا يَقْبَلُونَ الرِّوَايَةَ مِنَ المَجْرُوحِ أو المَجْهُولِ الحَالِ، هَذَا من بَابِ التَّثَبُّتِ في أَخْبَارِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.

هَذَا شَأْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: التَّثَبُّتُ في الرُّوَاةِ، التَّثَبُّتُ في المُخْبِرِينَ؛ لأَِنَّ المَخْبِرَ قَدْ يَكُونُ فَاسِقًا لا يَهُمُّهُ الصِّدْق، أو قَدْ يَكُونُ كَافِرًا يُرِيدُ الإِيقَاعَ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، أو مُنَافِقًا، أو يَكُونُ رَجُلاً صَالِحًا ولَكِنْ فِيهِ نَزْعَةُ التَّسَرُّعِ وشِدَّةُ الغيْرَةِ فَيُبَادِرُ بالأَخْبَارِ قَبْلَ أَنْ يَتَثَبَّتَ، فالوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَثَبَّتَ مِنَ الخَبَرِ حَتَّى ولَوْ كَانَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مِنَ الصَّالِحِينَ.

هَذَا في حَقِّ مَا يبلغنا عَنِ الجَمَاعَاتِ مِنَ المُسْلِمِينَ والقَبَائِلِ.


الشرح