السَّبَبُ الثَّالِثُ من أَسْبَابِ التَّفَرُّقِ
تَنَقُّصُ المُسْلِمِ وسُوءُ الظَّنِّ
****
ثَالِثًا:
تَنَقُّصُ المُسْلِمَ الَّذِي هُوَ دُونَ الإِفْكِ لا يَجُوزُ:
ولا
يَجُوزُ سُوءُ الظَّنِّ بالمُسْلِمِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ
وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ
أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ
ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ١١يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ
إِثۡمٞۖ وَ لَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ
أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ
ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ ١٢﴾
[الحجرات: 11- 12].
هَذَا
كُلُّهُ نَهْيٌ عَنْ تَنْقُّصِ المُسْلِمِينَ وعَنِ اسْتِمَاعِ مَن يَنْتَقِصُهُم
بالغِيبَةِ أو النَّمِيمَةِ أو غَيْرِهَا، ولِهَذَا حَرَّمَ اللَّهُ جل وعلا
الغِيبَةَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ﴾ [الحجرات: 12].
·
تَعْرِيفُ
الغِيبَةِ:
الغِيبَةُ كَمَا بَينَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ قَالَ: «أَتدْرُونَ ما الْغَيْبَة» قَالُوا: الله ورَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» ([1]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2589).