وقَالَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» ([1])،
وفي رِوَايَةٍ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
قَتَّاتٌ» ([2])،
والقَتَّاتُ، هُوَ النَّمَّامُ.
وقَالَ
تَعَالَى: ﴿وَلَا يَغۡتَب
بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ﴾ [الحجرات:
12].
هَذَا
كُلُّهُ من أَجْلِ بَقَاءِ صَلاَحِ الجَمَاعَةِ وصَلاَحِ المُسْلِمِينَ وعَدَمِ
تَفْرِقَتِهِم، السُّخْرِيَةُ، الهَمْزُ، اللَّمْزُ، التَّنَابُزُ بالأَلْقَابِ،
سُوءُ الظَّنِّ بالمُسْلِمِينَ، التَّجَسُّسُ عَلَى عَورَاتِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ،
الغَيْبَةُ كُلُّ هَذِهِ مِنَ الآفَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ الَّتِي تُفَرِّقُ
جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ، واللَّهُ أَمَرَنَا بالاجْتِمَاعِ والاعْتِصَامِ
بِحَبْلِهِ عز وجل.
رَابِعًا: التَّهَاجُرُ بَيْنَ المُسْلِمِينَ
****
·
السَّبَبُ
الرَّابِعُ:
رَابِعًا:
التَّهَاجُر بَيْنَ المُسْلِمِينَ، والهِجْرَةُ مَعْنَاهَا:
التَّرْكُ والابْتِعَادُ هُوَ ابْتِعَادُ الشَّخْصِ عَنِ الآخَرِ وعَدَمُ
مُكَالَمَتِهِ مَعَ مُقَاطَعَتِهِ.
·
مَتَى
يَجُوزُ الهَجْرُ ومَتَى لا يَجُوزُ:
·
حُكْمُ
الهَجْرِ في حَقِّ الكَافِرِ والمُشْرِكِ:
أَمَّا الكَافِرُ والمُشْرِكُ فَيُهْجَرَانِ هَجْرًا تَامًّا، كَمَا قَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا﴾ [المزمل: 10]، وقَالَ تعالى: ﴿وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ﴾ [المدثر: 5]، والرُّجْزُ هُوَ الأَصْنَامُ وأَهْلُهَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، ومُجَاهِدٌ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5709)، ومسلم رقم (105).