كَمَا حَكَى اللَّهُ عَنْهُم في الآيَةِ في
قَوْلِهِ: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ﴾ [التوبة: 65]. فاللَّهُ جل وعلا رَدَّ عَلَيْهِم
بِقَوْلِهِ: ﴿قُلۡ
أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ﴾ [التوبة: 65].
ويَقُولُ
تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ ٢٩وَإِذَا مَرُّواْ
بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ ٣٠وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ
فَكِهِينَ ٣١﴾ [المطففين: 29- 31].
ويَقُولُ
تعالى: ﴿وَيۡلٞ
لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ﴾
[الهمزة: 1].
فالحَاصِلُ
أَنَّ المُسْلِمَ لَهُ حَقٌّ عَلَى أَخِيهِ المُسْلِمِ ولَهُ مَكَانَةٌ عِنْدَ
اللَّهِ تعالى ولِهَذَا يَقُولُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ
كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، ألاَّ
هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ» ([1]).
الحَاصِلُ
من هَذَا كلِّهُ أَنَّ المُسْلِمِينَ يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا جَمَاعَةً واحِدَةً
وأَنْ يَكُونَ مَصْدَرُهُم واحِدًا وأَنْ تَكُونَ قِيَادَتُهُم واحِدَةً، كَمَا
أَنَّهُم يَجْتَمِعُونَ عَلَى عَقِيدَةٍ واحِدَةٍ وهِيَ عِبَادَةُ اللَّهِ عز وجل
وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، هَذِهِ هِيَ جَمَاعَةُ المُسْلِمِينَ، وإِذَا دَبَّ
فِيهِم تَبَاغُضٌ وهَجْرٌ أو وُجِدَ فِيهِم مُنَافِقُونَ فَإِنَّ الأَمْرَ خَطِيرٌ
جِدًّا.
عَظَمَةُ مَكَانِ العُلَمَاءِ وخُطُورَة الكَلاَمِ في أَعْرَاضِهِم
أو انْتِقَاصِهِم
****
لا سِيَّمَا وأَنَّنَا نَسْمَعُ في زَمَانِنَا هَذَا من يَتَكَلَّمُ في أَعْرَاضِ العُلَمَاءِ ويَتَّهِمُهُم بالغَبَاوَةِ والجَهْلِ وعَدَمِ إِدْرَاكِ الأُمُورِ وعَدَمِ فِقْهِ الوَاقِعِ كَمَا يَقُولُونَ وهَذَا أَمرٌ خَطِيرٌ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1652).