×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

فَإِنَّهُ إِذَا فُقِدَتِ الثِّقَةُ في عُلَمَاءَ المُسْلِمِينَ فَمَنْ يَقُودُ الأُمَّةَ الإِسْلاَمِيَّةَ؟ ومَنْ يُرْجَعُ إِلَيْهِ الفَتَاوَى والأَحْكَامُ؟ وأَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا دَسٌّ من أَعْدَائِنَا وأَنَّهُ انْطَلَى عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الَّذِينَ لا يُدْرِكُونَ الأُمُورَ أو الَّذِينَ فِيهِم غيرَةٌ شَدِيدَةٌ وحَمَاسٌ لَكِنَّهُ عَلَى جَهْلٍ فَأَخَذُوهُ مَأْخَذَ الغيرَةِ ومَأْخَذ الحِرْصِ عَلَى المُسْلِمِينَ لَكِنَّ الأَمْرَ لا يَكُونُ هَكَذَا، أَعَزّ شَيْءٍ في الأُمَّةِ هُم العُلَمَاءُ فلا يَجُوزُ أَنْ نَنْتَقِصَهُم أو نَتَّهِمَهُم بالجَهْلِ والغَبَاوَةِ وبِالْمُدَاهَنَةِ أو نُسَمِّيَهُم عُلَمَاء السَّلاَطِينِ أو غَيْرِ ذَلِكَ، هَذَا خَطَرٌ عَظِيمٌ يَا عِبَادَ اللَّهِ، فلْنتَّقِ اللَّهَ من هَذَا الأَمْرِ ولْنَحْذَرْ من ذَلِكَ، لاَ كَمَا يَقُولُ الشَّاعِرُ:

عُلَمَاءُ الدِّينِ يَا مِلح البَلَدْ **** مَا يَصْلُحُ الزَّادُ إِذَا المِلح فَسَدْ

·       الطَّرِيقَةُ الصَّحِيحَةُ لِلتَّعَامُلِ مَعَ العُلَمَاءِ عِنْدَ ظَنِّ خَطَئِهِم:

نَعَم أَنا لا أَقُولَ إِنَّ العُلَمَاءَ مَعْصُومُونَ وأَنَّهُم لا يُخْطِئُونَ، العِصْمَةُ لِكِتَابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم والعُلَمَاءُ يُخْطِئُونَ ولَكِنْ لَيْسَ العِلاَجُ أَنَّنَا نُشَهِّرُ بِهِم وأَنَّنَا نَتَّخِذُهُم أَغْرَاضًا في المَجَالِسِ، أو رُبَّمَا عَلَى بَعْضِ المَنَابِرِ أو بَعْضِ الدُّرُوسِ لا يَجُوزُ هَذَا أَبَدًا، حَتَّى لَوْ حَصَلَتْ من عَالمٍ زَلَّةٌ أو خَطَأٌ فَإِنَّ العِلاَجَ يَكُونُ بِغَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النور: 19].

نَسْأَلُ اللَّهَ العَافِيَةَ والسَّلاَمَةَ، فالوَاجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ لِهَذَا الأَمْرِ وأَنْ يَحْتَرِمَ بَعْضُنَا بَعْضًا ولا سِيَّمَا العُلَمَاء ورَثَة الأَنْبِيَاءِ ولَوْ كَانَ فِيهِم مَا فِيهِم.


الشرح