×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

وكَذَلِكَ قَوْمُ نُوحٍ لَمَّا صُوِّرَتِ الصُّوَرُ ونُصِبَتْ عَلَى المَجَالِسِ وكَانَ العُلَمَاءُ مَوْجُودِينَ لَم تُعْبَدْ هَذِهِ الصُّوَرُ؛ لأَِنَّ العُلَمَاءَ يَنْهَونَ عَنْ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ فَلَمَّا مَاتَ العُلَمَاءُ وفُقِدَ العِلْمُ جَاءَ الشَّيْطَانُ وتَسَلَّطَ عَلَى الجُهَّالِ وقَالَ: إِنَّ آبَاءَكُم مَا نَصَبُوا هَذِهِ الصُّوَرَ إلاَّ لِيُسْقُوا بِهَا المَطَر ولِيَعْبُدُوهَا ([1]) فَعَبَدُوهَا وحِينئِذٍ وقَعَ الشِّرْكُ في الأَرْضِ، وذَلِكَ كُلّهُ بِسَبَبِ فَقْدِ العِلْمِ ومَوْتِ العُلَمَاءِ.

حَال الأُمَّةِ عِنْدَ فَقْدِ عُلَمَائِهَا

****

وفي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» ([2]).

أَرَأَيتُم إِنْ فَقَدَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ عُلَمَاءَهَا مَاذَا تَكُونُ الحَالُ؟!.

إِنَّ الَّذِينَ يَسْخَرُونَ مِنَ العُلَمَاءِ يُرِيدُونَ أَنْ يُفْقِدُوا الأُمَّةَ عُلَمَاءَهَا، حَتَّى ولَوْ كَانُوا مَوْجُودِينَ عَلَى الأَرْضِ مَا دَامَ أَنَّهَا قَدْ نُزِعَتِ الثِّقَةُ مِنْهُم فَقَدْ فُقِدُوا... ولا حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ.


الشرح

([1])  انظر:تفسير ابن كثير (4/ 455)، وزاد المسير لابن الجوزي (8/ 373، 374).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (100)، ومسلم رقم (2673).