×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

الإِيمَانِ وعَلَى الإِسْلاَمِ فَإِنَّهُ قَدْ فَعَلَ السَّبَبَ الَّذِي يُسَبِّبُ أَنَّ اللَّهَ جل وعلا يُحْسِنُ لَهُ الخَاتِمَةَ؛ لأَِنَّ مَنْ عَاشَ عَلَى شَيْءٍ مَاتَ عَلَيْهِ.

فَهَذَا فِيهِ حَثٌّ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِدِينِهِ وأَنْ يَصْبِرَ عَلَيْهِ من أَجْلِ أَنْ لا تَأْتِيهِ مَنِيَّتُهُ وهُوَ عَلَى المَعَاصِي فَيُخْتَمَ لَهُ بِخَاتِمَةِ السُّوءِ، ومَنْ عَاشَ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّهُ يُخْتَمُ لَهُ بِهِ.

فَمَنْ عَاشَ عَلَى الطَّاعَةِ ومَحَبَّةِ اللَّهِ ورَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ قَدْ فَعَلَ السَّبَبَ الَّذِي يُسَبِّبُ لَهُ حُسْنَ الخَاتِمَةِ.

وأَمَّا من ارْتَكَبَ المَعَاصِي والمُخَالَفَاتِ فَإِنَّهُ قَدْ فَعَلَ السَّبَبَ الَّذِي سَبَّبَ لَهُ سُوءَ الخَاتِمَةِ - لِيَحْذَرِ الإِنْسَانُ من هَذَا -.

الدَّعْوَةُ إِلَى الاعْتِصَامِ بِشَرْعِ اللَّهِ وكِتَابِهِ

****

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا [آل عمران: 103]، هَذَا أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ لَنَا أَنْ نَعْتَصِمَ بِحَبْلِ اللَّهِ، بِمَعْنَى: أَنْ نَتَمَسَّكَ بِشَرْعِ اللَّهِ.

وحَبْلُ اللَّهِ هُوَ القُرْآنُ، ويُرَادُ بِهِ أَيْضًا الإِسْلاَمُ، ويُرَادُ بِهِ العَهْدُ فَحَبْلُ اللَّهِ يُرَادُ بِهِ الإِسْلاَمُ والقُرْآنُ واتِّبَاعُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.

فَإِذَا تَمَسَّكَ بِهِ الإِنْسَانُ نَجَا، كَالْغَرِيقِ إِذَا كَانَ في لُجَّةِ المَاءِ وتَمَسَّكَ بالحَبْلِ الَّذِي يَنْجُو بِهِ مِنَ الغَرَقِ فَإِنَّهُ قَدْ فَعَلَ السَّبَبَ، كَذَلِكَ نَحْنُ في حَيَاتِنَا وفي مُعْتَرَكِ الفِتَنِ والشُّرُورِ إِذَا تَمَسَّكْنَا بِحَبْلِ اللَّهِ نَجَوْنَا، وقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).