وَعَلَى
كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهَا»
([1])([2]).
هَذَا
تَوْضِيحٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِهَذِهِ الآيَاتِ الكَرِيمَةِ،
وبَيَانٌ واضِحٌ أَنَّ من تَرَكَ الاعْتِصَامَ بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ
يَذْهَبُ مَعَ الشَّيَاطِينِ ومَعَ الطُّرُقِ المُعْوَجَّةِ.
سَبَبُ
نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ﴾ [آل عمران: 103] لآيَة.
وقَوْلُهُ
تَعَالَى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ
قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا﴾
[آل عمران: 103].
هَذِهِ
الآيَةُ نَزَلَتْ في حَادِثَةٍ وقَعَتْ بَيْنَ الأَنْصَارِ بِسَبَبِ إِفْسَادِ
اليَهُودِ، كَانَ بَيْنَ الأَنْصَارِ قَبْلَ هِجْرَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه
وسلم إِلَى المَدِينَةِ حُرُوبٌ طَاحِنَةٌ فَقَدْ كَانَتْ بَيْنَهُم حَرْبُ بعَاث
الَّتِي اسْتَمَرَّتْ أَكْثَرَ من مِائَةِ سَنَةٍ وهِيَ بَيْنَ الأَوْسِ
والخَزْرَجِ وهُم أَوْلاَدُ عَمٍّ وفي بَلَدٍ واحِدٍ.
فَلَمَّا
هَاجَرَ إِلَيْهِم الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم وآمَنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ
طُفِئَتْ هَذِهِ الحَرْبُ وأَصْبَحُوا إِخْوَانًا مُتَحَابِّينَ يُؤْثِرُونَ عَلَى
أَنْفُسِهِم ولَوْ كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ وكَانُوا يَجْتَمِعُونَ ويَتَحَادَثُونَ
مُحَادَثَةَ مَوَدَّةٍ.
حِرْصُ اليَهُودِ عَلَى إِثَارَةِ الفِتْنَةِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ
****
فَلَمَّا رَأَى اليَهُودُ ذَلِكَ غَاظَهُم فَجَاءَ الشَّيْطَانُ مِنْهُم وجَلَسَ بَيْنَ الأَنْصَارِ وهُم يَتَحَادَثُونَ فِيمَا بَيْنَهُم، فَجَعَلَ يَذْكُرُ لَهُم الحُرُوبَ الَّتِي كَانَتْ