×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

فالوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَنَبَّهَ لِذَلِكَ وأَنْ نَعْلَمَ أَنَّ الاجْتِمَاعَ عَلَى طَاعَةِ ولِيِّ الأَمْرِ المُسْلِمِ وعَلَى الرُّجُوعِ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ سَبَبُ الاجْتِمَاعِ والقُوَّةِ قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ [النساء: 59]، فالحَاكِمُ هُوَ كِتَابُ اللَّهِ وسُنَّةُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم والمُنَفِّذُ هُوَ ولِيُّ أَمْرِ المُسْلِمِينَ.

الحِرْصُ عَلَى الصَّلاَةِ مَعَ الجَمَاعَةِ في المَسَاجِدِ

وحُضُورُ الجُمعِ

****

كَذَلِكَ من أَسْبَابِ اجْتِمَاعِ المُسْلِمِينَ الحِرْصُ عَلَى الصَّلاَةِ مَعَ الجَمَاعَةِ في المَسَاجِدِ وحُضُورُ الجُمْعِ فَإِنَّ اللَّهَ تعالى شَرَعَ لَنَا الاجْتِمَاعَ لِلصَّلاَةِ اجْتِمَاعًا يَومِيًّا، واجْتِمَاعًا أسْبُوعِيًّا، واجْتِمَاعًا سَنوِيًّا عَلَى العِبَادَةِ لِيَحْصُلَ بِهَذَا الاجْتِمَاعِ التَّآلُفُ والتَّعَارُفُ بَيْنَ المُسْلِمِينَ وتَفَقُّد أَحْوَالِ المُسْلِمِينَ.

أَمَّا إِذَا صَلَّى كُلُّ واحِدٍ في بَيْتِهِ وكُلُّ واحِدٍ صَلَّى في مَزْرَعَتِهِ وهُجِرَتِ المَسَاجِدُ فَإِنَّ ذَلِكَ يُسَبِّبُ النُّفْرَةَ ويُسَبِّب الفُرْقَةَ كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الْغَنَمِ الْقَاصِيَةَ» ([1]) فَصَلاَةُ الجَمَاعَةِ الَّتِي تَتَكَرَّرُ في اليَوْمِ واللَّيْلَةِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِيهَا أَسْرَارٌ عَظِيمَةٌ وفِيهَا حِكَمٌ بَالِغَةٌ أَعْظَمُهَا بَعْدَ أَدَاءِ حَقِّ اللَّهِ تعالى اجْتِمَاعُ القُلُوبِ وائْتِلاَفُهَا فَجَمَاعَةُ المَسْجِدِ يَتَعَارَفُونَ ويَتَآلَفُونَ ويتَجَالَسُون؛ لأَِنَّ الإِيمَانَ رَبَطَ بَيْنَهُم، واللِّقَاءُ عَلَى الصَّلاَةِ رَبَطَ


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (547)، والنسائي رقم (847)،، أحمد رقم (27514)، والحاكم رقم (765).