بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا
وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ٢٨﴾
[الحج: 27- 28]، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم وهَذِهِ مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ لَم
يُحَدِّدِ اللَّهُ عَدَدَهَا ولا نَوْعَهَا؛ لأَِنَّهَا كَثِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا
حَدٌّ، مِنْهَا: اجْتِمَاعُ المُسْلِمِينَ من أَقْطَارِ الأَرْضِ، وتَعَارُفُ
المُسْلِمِينَ، وظُهُورُ قُوَّةِ الإِسْلاَمِ، وفَرَحُ المُسْلِمِينَ إِذَا
رَأَوْا إِخْوَانَهُم ورَأَوْا قُوَّةَ الإِسْلاَمِ فَإِنَّ هَذَا يُسَبِّبُ
الاطْمِئْنَانَ، فَلَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلٌّ مِنْهُم يَبْقَى في بَلَدِهِ ولا
يَحْصُلُ لِقَاءٌ ولَوْ مَرَّةً في السَّنَةِ لَحَصَلَ التْهَاجُرُ وحَصَلَ
الافْتِرَاقُ وانْقَطَعَتِ الرَّوَابِطُ، فَهَذِهِ حِكْمَةُ اللَّهِ تعالى شَرَعَ
لَنَا هَذِهِ الاجْتِمَاعَاتِ اليَوْمِيَّةَ والأُسْبُوعِيَّةَ والاجْتِمَاعَاتِ
السَّنَوِيَّةَ من أَجْلِ أَنْ تَحْصُلَ لِلمُسْلِمِينَ وحْدَتُهُم وقُوَّتُهُم،
وأَنْ يَتَدَارَسُوا مَشَاكِلَهُم وأَنْ يَتَبَادَلُوا المَحَبَّةَ فِيمَا
بَيْنَهُم.
تَصْحِيحُ العَقِيدَةِ وتَنْقِيَتُهَا من أَنْوَاعِ الشِّرْكِ والبِدَعِ
****
·
فَهَذِهِ
مُقَوِّمَاتُ الاجْتِمَاعِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ:
أَوَّلاً:
تَصْحِيحُ العَقِيدَةِ وتَنْقِيَتُهَا من أَنْوَاعِ الشِّرْكِ والبِدَعِ، أَمَّا
مَا دَامَتْ العَقِيدَةُ مُهْتَزَّةً ومُخْتَلَّةً فَلَنْ يَجْتَمِعَ
المُسْلِمُونَ، فلا يُمْكِنُ أَنْ يَجْتَمِعَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ مَعَ صَاحِبِ سُنَّةٍ
أَبَدًا، ولا يُمْكِنُ أَنْ يَجْتَمِعَ صَاحِبُ عَقِيدَةٍ فَاسِدَةٍ مَعَ صَاحِب
عَقِيدَةٍ سَلِيمَةٍ أَبَدًا ولَوْ كَانَ الاسْمُ واحِدًا وهُوَ المُسْلِمُونَ لا
بُدَّ من عَقِيدَةٍ صَحِيحَةٍ ولا بُدَّ من اجْتِمَاعٍ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ
وعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا بُدَّ من قِيَادَةٍ
مُسْلِمَةٍ نَجْتَمِعُ عَلَيْهَا ونُطِيعُ أَمْرَهَا مَا دَامَ أَنَّ ولِيَّ
الأَمْرِ فِيهَا لَم يَخْرُجْ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ ورَسُولِهِ، ويَقُولُ
الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا، أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،
وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ
تُنَاصِحُوا مَنْ