×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ٤١َ [الحج: 40- 41].

هَذِهِ أَسْبَابُ الاجْتِمَاعُ ﴿أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ [الحج: 41]. بِدُونِ ذَلِكَ لَنْ يَحْصُلَ اجْتِمَاعٌ، ولَنْ تَحْصُلَ لِلمُسْلِمِينَ قُوَّةٌ، إلاَّ في هَذِهِ المُقَوِّمَاتِ عَقِيدَةُ التَّوْحِيدِ، وإِقَام الصَّلاَةِ، وإِيتَاء الزَّكَاةِ، والأَمْر بالمَعْرُوفِ والنَّهْي عَنِ المُنْكَرِ، وبِهَذَا يَحْصُلُ الأَمْنُ والاسْتِقْرَارُ والتَّمْكِينُ في الأَرْضِ، وبِدُونِهِ تَحْصُل الفِتَنُ، والخِلاَفَاتُ، والشِّقَاقُ وإِنْ تَسَمَّوْا بالمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ العِبْرَةَ بالحَقِيقَةِ لا بِالتَّسَمِّي والانْتِسَابِ فَقَطْ، كَذَلِكَ مِمَّا يُسَبِّبُ اجْتِمَاعَ المُسْلِمِينَ الرُّجُوعُ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ النِّزَاعِ يَحْكُمُ كِتَابُ اللَّهِ عِنْدَ النِّزَاعِ في العَقَائِدِ، وعِنْدَ النِّزَاعِ في مَسَائِل ِالفِقْهِ، وعِنْدَ النِّزَاعِ في الخُصُومَاتِ والاخْتِلاَفَاتِ بَيْنَ النَّاسِ ولا يجْتَمِعُونَ إلاَّ إِذَا حَكَمَ كِتَابُ اللَّهِ ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ [الشورى: 10] ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59].

أَسْبَابُ اجْتِمَاعِ المُسْلِمِينَ تَفْصِيلاً تَحْكِيمُ كِتَابِ اللَّهِ

وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم

****

فلا يَحْسِمُ النِّزَاعَ بَيْنَ النَّاسِ ولا يُقْنِعُ المُخْتَلِفِينَ ولا يُزِيلُ آثَارَ الفُرْقَةِ إلاَّ تَحْكِيمُ كِتَابِ اللَّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَّا بِدُونِ ذَلِكَ كَأَنْ يَلْتَمِسَ حَلَّ النِّزَاعِ بِعَوَائِدِ الجَاهِلِيَّةِ أو بالقَوَانِينِ الوَضْعِيَّةِ أو بِتَقْلِيدِ الآبَاءِ والأَجْدَادِ فَهَذَا يَزِيدُ النِّزَاعَ ويَزِيدُ الفُرْقَةَ؛ لأَِنَّ الأَهْوَاءَ تَخْتَلِفُ، كُلٌّ لَهُ هَوَاهُ، 


الشرح