ٱلدُّنۡيَا﴾
[فصلت: 31]، كَانُوا مَعَ المُؤْمِنِينَ يُعِينُوهُم عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ
ويَحْفَظُونَهُم بِأَمْرِ اللَّهِ؛ لأَِنَّ المُؤْمِنَ مُوَكَّلٌ بِهِ
مَلاَئِكَةٌ، وكُلُّ إِنْسَانٍ مُوَكَّلٌ بِهِ مَلاَئِكَةٌ ولَكِن المُؤْمِن
يَكُونُ مَعَهُ مَلاَئِكَةٌ يَحْفَظُونَهُ ويُسَدِّدُونَهُ ويَأْمُرُونَهُ
بالخَيْرِ ويَنْهَوْنَهُ عَنِ الشَّرِّ ﴿وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ﴾
[فصلت: 31]، نَحْنُ مَعَكُم في الآخِرَةِ لا تَخَافُوا من أَهْوَالِ الآخِرَةِ
نَحْنُ مَعَكُم ونَسِيرُ مَعَكُم ونَحْنُ مَعَكُم في الجَنَّةِ كَمَا قَالَ
تَعَالَى: ﴿جَنَّٰتُ
عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۖ
وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَابٖ ٢٣سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا
صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ٢٤﴾
[الرعد: 23- 24] هَذِهِ عَاقِبَةُ أَهْلِ الاسْتِقَامَةِ عِنْدَ المَوْتِ وفي
الآخِرَةِ. ﴿وَلَكُمۡ
فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت: 31]، أَيْ: مَا تَطْلُبُونَ، كُلّ مَا طَلَبْتُم
في الجَنَّةِ فَهُوَ مَوْجُودٌ مُوَفَّرٌ هَذَا بِخِلاَفِ الدُّنْيَا؛ لأَِنَّ
الإِنْسَانَ قَدْ يَطْلُبُ أَشْيَاءَ ولا يَحْصُلُ عَلَيْهَا، قَدْ يَتَمَنَّى
أَشْيَاءَ ولَكِنْ لا يَحْصُلُ عَلَيْهَا، والجَنَّةُ دَارُ السُّرُورُ ﴿نُزُلٗا مِّنۡ
غَفُورٖ رَّحِيمٖ﴾ [فصلت:
32]، النُّزُلُ: الضِّيَافَةُ، واللَّهُ أَعَدَّ الجَنَّةَ ضِيَافَةً لأَِهْلِ
الاسْتِقَامَةِ وهَذَا النُّزُولُ ﴿مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ﴾
[فصلت: 32] مَا ظَنُّكُم بِضِيَافَةِ الغَفُورِ الرَّحِيمِ مَاذَا تَكُونُ؟ لا
يَعْلَمُهَا إلاَّ اللَّهُ.
عِظَمُ مَقَامِ الاسْتِقَامَةِ في الدِّينِ
****
فالحَاصِلُ أَنَّ الاسْتِقَامَةَ مُقَامُهَا في الدِّينِ عَظِيمٌ ومِنْ غَيْرِ تَشَدُّدٍ ومِنْ غَيْرِ تَسَاهُلٍ وتَفْرِيطٍ وجَفَاءٍ وعَدَمِ مُبَالاَةٍ، وإِذَا حَاوَلَ الإِنْسَانُ الاسْتِقَامَةَ وحَرَصَ عَلَيْهَا وقَصَدَهَا وحَصَلَ مِنْهُ خَلَلٌ فَإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عز وجل ويُكْثِرُ مِنَ الاسْتِغْفَارِ؛ لأَِنَّ الإِنْسَانَ لَيْسَ مَعْصُومًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ﴾ [النجم: 32].