×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

تعالى، وكَذَلِكَ إِعْلاَنٌ لِمُتَابَعَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَعْلَنُوا ذَلِكَ ونَطَقُوا بِهِ بِأَلْسِنَتِهِم فَشَهِدُوا أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وأتْبَعُوا ذَلِكَ بالعَمَلِ؛ لأَِنَّهُ لا يَكْفِي مُجَرَّد النُّطْقِ بِأَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ فَقَطْ من دُونِ عَمَلٍ بَلْ لا بُدَّ أَنْ يُتْبِعُوا ذَلِكَ العَمَلَ، أَمَّا القَوْلُ بِلاَ عَمَلٍ فلا يَنْفَعُ والَّذِي يَقُولُ: لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ولَكِنَّهُ لا يُتْبِعُ ذَلِكَ بالعَمَلِ فلا يَعْبُدُ اللَّهَ عز وجل أو يَعْبُدُ غَيْرَهُ أو يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ولَكِنْ لا يُطِيعُهُ وإِنَّمَا يُطِيعُ هَوَاهُ، ويُطِيعُ آبَاءَهُ وأَجْدَادَهُ، ويُطِيعُ المُحَرِّفِينَ والمُشَعْوِذِينَ والدَّجَّالِينَ ويُطِيعُ مَا وجَدَ عَلَيْهِ النَّاسَ ولَوْ كَانَ مُخَالِفًا لِهَدْيِ الرَّسُولِ فَهَذَا لَم يَسْتَقِم، فَقَوْلَ: رَبُّنَا اللَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى تَحْقِيقٍ ويَحْتَاجُ إِلَى عَمَلٍ وإِلَى صِدْقٍ ويَحْتَاجُ إِلَى إِخْلاَصٍ، فَمَنْ قَالَ: رَبُّنَا اللَّهُ، فلا بُدَّ أَنْ يَسْتَقِيمَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ بالقَوْلِ والعَمَلِ والإِخْلاَصِ والصِّدْقِ واليَقِينِ، والَّذِينَ فَعَلُوا ذَلِكَ مَا هُوَ جَزَاؤُهُم: ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ [فصلت: 30] مَلاَئِكَة الرَّحْمَةِ تتَنَزَّل عَلَيْهِم عِنْدَ المَوْتِ تُبَشِّرُهُم؛ لأَِنَّ الإِنْسَانَ يَخَافُ عِنْدَ المَوْتِ وخُصُوصًا الكَافِرُ والمُنَافِقُ إِذَا عَايَنَ المَوْتَ فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تتَنَزَّل عَلَيْهِم في هَذِهِ اللَّحْظَةِ، في لَحْظَةِ المَوْتِ فَتُطَمْئِنُهُم وتَقُولُ لَهُم: لا تَخَافُوا مِمَّا أَنْتُم قَادِمُونَ عَلَيْهِ لأَِنَّكُم قَادِمُونَ عَلَى رَبٍّ رَحِيمٍ وعَلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ، ولا تَحْزَنُوا عَلَى مَا تَرَكْتُم مِنَ الأَوْلاَدِ والزَّوْجَاتِ الَّذِينَ تَخَافُونَ عَلَيْهِم الضَّيَاعَ ولا تَخَافُوا عَلَيْهِم، ولا تَحْزَنُوا عَلَى فِرَاقِ الدُّنْيَا وفِرَاقِ الأَوْلاَدِ والأَهْلِ فَنَحْنُ نَخْلُفُكُم فِيهِم، وتُبَشِّرُهُم بالجَنَّةِ عِنْدَ سَكَرَاتِ المَوْتِ عِنْدَ ذَلِكَ يُحِبُّونَ لِقَاءَ اللَّهِ، فالمُؤْمِنُ إِذَا بُشِّرَ بِلِقَاءِ اللَّهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، والكَافِرُ والمُنَافِقُ إِذَا بُشِّرَ بِالنَّارِ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّه فكَرِه اللَّهُ لِقَاءَهُ. ﴿نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ


الشرح