بِالشَّهَادَتَيْنِ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقَامُوا عَلَى هَذَا فَعَمِلُوا
بِمُقْتَضَى الشَّهَادَتَيْنِ، أَخْلَصُوا العِبَادَةَ لِلَّهِ عز وجل ولَم يُشْرِكُوا
بِاللَّهِ ولَم يُقَصِّرُوا في عِبَادَةِ اللَّهِ ولَم يَتَكَاسَلُوا عَنْ طَاعَةِ
اللَّهِ أَدَّوُا الفَرَائِضَ وأَيْضًا اجْتَهَدُوا في النَّوَافِلِ في
العِبَادَاتِ عَلَى مَا رَسَمَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم، وكَذَلِكَ
حَقَّقُوا شَهَادَةَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَاتَّبَعُوا مَا شَرَعَ
وتَجَنَّبُوا البِدَعَ والخُرَافَاتِ والمُحْدَثَاتِ ولَزِمُوا سُنَّةَ الرَّسُولِ
عَمَلاً بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])،
وفي رِوَايَةٍ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
وقَالَ
عليه الصلاة والسلام: «مَنْ يَعِشْ
مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا،
وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ
فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3]).
عَاقِبَةُ أَهْلِ الاسْتِقَامَةِ عِنْدَ المَوْتِ وفي الآخِرَةِ
****
وقَالَ عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([4])، فَإِنَّهُم لَمَّا قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ فَهَذَا مَعْنَاهُ الإِعْلاَنُ بِالشَّهَادَةِ لِلَّهِ بالوَحْدَانِيَّةِ وأَنَّهُم لا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ