×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

أَنَّهُ يُرَابِي فلا تُؤَجِّرْهُ، أَمَّا إِذَا لَم تَعْلَم عَنْهُ شَيْئًا فَأَجِّرْهُ؛ لأَِنَّ الأَصْلَ الجَوَازُ.

شَرْحُ حَدِيثِ أَوَّل مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ

****

س 3: فَضِيلَةُ الشَّيْخِ، السَّلاَمُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ في كِتَابِ التَّوْحِيدِ الَّذِي كُنْتم شَرَحْتُمُوهُ أَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ ولَم تُوَضِّحُوا مَعَهُ الأَوَّلِيَّة فَمَا مَعْنَاهَا وهل هُنَاكَ تعَارُضٌ مَعَ القَوْلِ بِأَنَّ الحَوَادِثَ لا أَوَّلَ لَهَا؟ جَزَاكُم اللَّهُ خَيْرًا.

ج 3: حَدِيثُ: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمُ قَالَ لَهُ: اكْتُبْ» ([1]) الحَدِيثَ، تَكَلَّمَ أَهْلُ العِلْمِ عَنِ الحَدِيثِ بَعْضُهُم يَرَى أَنَّ القَلَمَ هُوَ أَوَّلُ المَخْلُوقَاتِ كَمَا في هَذَا الحَدِيثِ بَعْضُهُم يَرَى أَنَّ العَرْشَ هُوَ أَوَّلُ المَخْلُوقَاتِ؛ لأَِنَّ في الحَدِيثِ الآخَرِ أَنَّ اللَّهَ كَتَبَ مَقَادِيرَ الخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ ودَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ العَرْشَ كَانَ مَوْجُودًا قَبْلَ الكِتَابَةِ بالقَلَمِ، وهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ أَنَّ العَرْشَ هُوَ أَوَّلُ المَخْلُوقَاتِ المُشَاهَدَةِ المَوْجُودَةِ وأَنَّ القَلَمَ بَعْدَهُ، ولِهَذَا يَقُولُ العَلاَّمَةُ ابْنُ القَيِّمِ رحمه الله في النُّونِية:

والنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ في القَلَمِ الَّذِي **** كَتَبَ القَضَاءَ بِهِ مِنَ الدَّيَّانِ

هَلْ كَانَ قَبْل العَرْشِ أو هُوَ بَعْدَهُ **** قَوْلاَنِ عِنْدَ أَبِي العَلاَ الهَمَذَانِي

والحَقُّ أَنَّ العَرْشَ كَانَ قَبْلُ لأَِنَّهُ **** وقْت الكِتَابَةِ كَانَ ذَا أَرْكَانِ

يُشِيرُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ [هود: 7] وأَمَّا حَوَادِث لا أَوَّلَ لَهَا فَهَذَا التَّعْبِيرُ غَيْرُ سَلِيمٍ، والصَّحِيحُ أَنْ يُقَالَ أَفْعَالُ


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، وأحمد رقم (22705).