اللَّهِ جل وعلا لا أَوَّلَ لَهَا؛ لأَِنَّ
أَفْعَالَهُ صِفَةٌ من صِفَاتِهِ تعالى، فَهُوَ لا يَزَالُ يَخْلُقُ ويَرْزُقُ ويُدَبِّرُ
وهُوَ تعالى أَوَّلٌ آخِرٌ ظَاهِرٌ بَاطِنٌ لَيْسَ لَأَوَّلِيَّتِهِ تعالى
بِدَايَةٌ ولا لآِخِرِيَّتِه سُبْحَانَهُ نِهَايَةٌ فَهُوَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ
فَأَفْعَالُهُ أَزَلِيَّةٌ تعالى، أَمَّا المَخْلُوقَاتُ فَهِيَ تَتَجَدَّدُ
وتَحدثُ بَعْدَ أَنْ لَم تَكُنْ والسَّمَاوَاتُ مَا كَانَتْ مَوْجُودَةً ثُمَّ
وُجِدَتْ والعَرْشُ مَا كَانَ مَوْجُودًا ثُمَّ وُجِدَ والقَلَمُ مَا كَانَ
مَوْجُودًا ثُمَّ وُجِدَ، فالمَخْلُوقَاتُ تَتَجَدَّدُ وتَحْدُثُ شَيْئًا فَشَيْئًا
أَمَّا أَفْعَالُ اللَّهِ تعالى فَإِنَّهَا لا أَوَّلَ لَهَا، هَذَا الَّذِي
قَرَّرَهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تِيمِية أَنَّ أَفْعَالَ اللَّهِ لا بِدَايَةَ
لَهَا كَمَا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لا بِدَايَةَ لَهُ فَأَفْعَالُهُ سَابِقَةٌ
أَزَلِيَّةٌ بِقِدَمِهِ تعالى.
من يَقُولُ: بَعْضُ الصَّحَابَةِ كَانَ لَدَيْهِ نَقْصٌ عَمَلِيٌّ
****
س
4: مَا تَقُولُ يَا فَضِيلَةُ الشَّيْخِ فِي مَنْ يَقُولُ إِنَّ بَعْضَ
الصَّحَابَةِ كَانَ لَدَيْهِ نَقْصٌ عَمَلِيٌّ أَرْجُو التَّوْضِيحَ؟
ج 4: نُنَزِّهُ الصَّحَابَةَ عَنْ هَذَا الكَلاَمِ، صَحَابَةَ الرَّسُولِ لا يَجُوزُ الكَلاَمُ فِيهِم ولا الطَّعْنُ فِيهِم ولا تَنَقُّصهُم؛ لأَِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1]). فَيَجِبُ احْتِرَامُ الصَّحَابَةِ وعَدَمُ الكَلاَمِ فِيهِم ولا دَاعِيَ لِمِثْلِ هَذَا الكَلاَمِ؛ لأَِنَّهُ فَتْحُ بَابٍ لِتَنَقُّصِ الصَّحَابَةِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3470)، ومسلم رقم (2541).