المَقْصُودُ مِنَ العِلْمِ
****
العِلْمُ
لَيْسَ مَقْصُودًا لِذَاتِهِ وإِنَّمَا يُقْصَدُ من أَجْلِ العَمَلِ لأَِنَّهُ
وسِيلَةٌ إِلَى العَمَلِ وخَشْيَةِ اللَّهِ تعالى هَذَا هُوَ المَقْصُودُ
بالعِلْمِ.
·
فالعِلْمُ
نَوْعَانِ:
عِلْمٌ
عَلَى اللِّسَانِ فَقَطْ، وهَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى
عِبَادِهِ بِمَعْنَى أَنَّ الإِنْسَانَ يَكُونُ عَالمًا بِلِسَانِهِ يَحْفَظُ
النُّصُوصَ فَيَحْفَظُ المُتُونَ ويَحْفَظُ الكَثِيرَ والكَثِيرَ لَكِنَّهُ لا
يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ ولا يَخْشَى اللَّهَ بِقَلْبِهِ فَهَذَا عَالمٌ بِلِسَانِهِ،
فَقَطْ قَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ مِنَ اللَّهِ تعالى.
والعِلْمُ
الثَّانِي عِلْمُ القَلْبِ، وهُوَ خَشْيَةُ اللَّهِ تعالى
كَمَا قَالَ تعالى: ﴿إِنَّمَا
يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ﴾
[فاطر: 28].
هَذَا
هُوَ العِلْمُ النَّافِعُ الَّذِي يَسْتَفِيدُ مِنْهُ صَاحِبُهُ خَشْيَة اللَّهِ
تعالى والعَمَل بِطَاعَتِهِ وتَرك مَعَاصِيهِ ويُفِيدُ مَحَبَّةَ اللَّهِ عز وجل
والرَّغْبَةَ إِلَيْهِ.
قَبْضُ العِلْمِ في آخِرِ الزَّمَانِ
****
في
آخِرِ الزَّمَانِ يُرْفَعُ هَذَا العِلْمُ كَمَا جَاءَ في الأَحَادِيثِ أَنَّ
ذَلِكَ من عَلاَمَاتِ السَّاعَةِ وأَوَّلُ شَيْءٍ يُرْفَعُ العِلْمُ الَّذِي في
القُلُوبِ فلا تَجِدُ من يَخْشَى اللَّهَ إلاَّ القَلِيلَ وإِنْ كَانُوا عُلَمَاءَ
فَإِنَّهُ يُرْفَعُ العِلْمُ من قُلُوبِهِم ويَبْقَى العِلْمُ عَلَى أَلْسِنَتِهِم
لا نَقُولُ يُرْفَعُ بِكَامِلِهِ؛ لأَِنَّ الخَيْرَ مَوْجُودٌ في هَذِهِ الأُمَّةِ
والحَمْدُ لِلَّهِ ولا تَزَالُ طَائِفَةٌ من هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى الحَقِّ،
ولَكِنْ يُرْفَعُ العِلْمُ من قُلُوبِ أَكْثَرِ النَّاسِ ولِذَلِكَ تَقِلُّ
خَشْيَةُ اللَّهِ عز وجل في قُلُوبِ النَّاسِ في آخِرِ الزَّمَانِ.