ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ قُلۡ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ خَيۡرٞۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمۡ
فَإِخۡوَٰنُكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ﴾ [البقرة: 220]، ومَعْنَى الآيَةِ الكَرِيمَةِ أَنَّهُ
لا بَأْسَ أَنْ يَخْلِطَ طَعَامُهُ مَعَ طَعَامِهِم ولا يَأْكُلُ مُنْفَرِدًا
لِمَا في ذَلِكَ مِنَ الحَرَجِ.
الخُرُوجُ في سَبِيلِ اللَّهِ بِدُونِ عِلْمٍ
****
س
7: مَاذَا تَقُولُ لِمَنْ يَخْرُجُونَ إِلَى خَارِجِ المَمْلَكَةِ لِلدَّعْوَةِ
وهُم لَم يَطْلُبُوا العِلْمَ أَبَدًا، يَحُثُّونَ عَلَى ذَلِكَ ويُرَدِّدُونَ
شِعَارَاتٍ غَرِيبَةً ويَدَّعُونَ أَنَّ مَنْ يَخْرُجُ في سَبِيلِ اللَّهِ
لِلدَّعْوَةِ سَيُلْهِمُهُ اللَّهُ، ويَدَّعُونَ أَنَّ العِلْمَ لَيْسَ شَرْطًا
أَسَاسِيًّا، وأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الخَارِجَ إِلَى خَارِجِ المَمْلَكَةِ
سَيَجِدُ مَذَاهِبَ ودِيَانَاتٍ وأَسْئِلَةً تَوَجَّهُ إِلَى الدَّاعِي، ألاَّ
تَرَى يَا فَضِيلَةُ الشَّيْخِ أَنَّ الخَارِجَ في سَبِيلِ اللَّهِ لا بُدَّ أَنْ
يَكُونَ مَعَهُ سِلاَحٌ لِكَيْ يُوَاجِهَ النَّاسَ وخَاصَّةً في شَرْقِ آسْيَا
يُحَارِبُونَ مُجَدِّدَ الدَّعْوَةِ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ بْن عَبْدِ الوَهَّابِ؟
أَرْجُو الإِجَابَةَ عَلَى سُؤَالِي لِكَيْ تَعُمَّ الفَائِدَةُ.
ج
7: الخُرُوجُ في سَبِيلِ اللَّهِ لَيْسَ هُوَ الخُرُوجُ الَّذِي يَعْنُونَهُ
الآنَ، الخُرُوجُ في سَبِيلِ اللَّهِ هُوَ الخُرُوجُ لِلغَزْوِ، أَمَّا مَا
يُسَمُّونَهُ الآنَ بالخُرُوجِ فَهَذَا بِدْعَةٌ لَم يَرِدْ عَنِ السَّلَفِ،
وخُرُوجُ الإِنْسَانِ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ غَيْر مُقَيَّدٍ في أَيَّامِ
مُعَيَّنَةٍ بَلْ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ حَسَبَ إِمْكَانِيَّتِهِ ومَقْدِرَتِهِ
بِدُونِ أَنْ يَتَقَيَّدَ بِجَمَاعَةٍ أو يَتَقَيَّدَ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا أو
أَقَلَّ أو أَكْثَرَ.
وكَذَلِكَ
مِمَّا يَجِبُ عَلَى الدَّاعِيَةِ أَنْ يَكُونَ ذَا عِلْمٍ لا يَجُوزُ
لِلإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى اللَّهِ وهُوَ جَاهِلٌ قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ
سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ﴾
[يوسف: 108].