أَقْسَامُ العِلْمِ الوَاجِبِ
****
ومِنَ
العِلْمِ مَا هُوَ واجِبٌ وُجُوبًا عَينِيًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ
يَعْرِفَهُ ولا يُعْذَرَ أَحَدٌ بِجَهْلِهِ وهُوَ مَعْرِفَةُ مَا لا يَسْتَقِيمُ
دِينُ العَبْدِ إلاَّ بِهِ من أَحْكَامِ عَقِيدَتِهِ وأَحْكَامِ صَلاَتِهِ
وزَكَاتِهِ وصَوْمِهِ وحَجِّهِ، فَهَذَا القِسْمُ مِنَ العِلْمِ أو هَذَا القَدْرِ
من العِلْمِ واجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَعْرِفَهُ مَعْرِفَةً تَامَّةً ولا
يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهْلِهِ؛ لأَِنَّهُ لا يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَقِيمَ دِينُ
الإِنْسَانِ إلاَّ بِهِ.
كَيْفَ
يَعْرِفُ رَبَّهُ؟ كَيْفَ يَعْرِفُ صَلاَتَهُ؟ كَيْفَ يَعْرِفُ زَكَاتَهُ؟ كَيْفَ
يَعْرِفُ صِيَامَهُ؟
كَيْفَ
يَعْرِفُ حَجَّهُ؟ فلا يُعْذَرُ أَحَدٌ من ذَكَرٍ أو أُنْثَى حُرٍّ أو عَبْدٍ
بالجَهْلِ بِهَذَا النَّوْعِ مِنَ العِلْمِ؛ ولِهَذَا يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِالوَهَّابِ رحمه الله: اعْلَم أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا
تَعَلُّمُ أَرْبَعِ مَسَائِلٍ والعَمَلِ بِهِنَّ:
الأُولَى:
العِلْمُ.
والثَّانِيَةِ:
العَمَلُ بِهِ.
والثَّالِثَةِ:
الدَّعْوَةُ إِلَيْهِ.
والرَّابِعَةِ:
الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى بِهِ.
والدَّلِيلُ
عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢إِلَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ
٣﴾ [العصر: 1- 3].
هَذِهِ هِيَ المَسْأَلَةُ الأُولَى الإِيمَانُ، وأَسَاسُهُ العِلْمُ وهُوَ مَعْرِفَةُ الحَقِّ واعْتِقَادُهُ ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ [العصر: 3]، هَذِهِ هِيَ المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ وهِيَ: العَمَلُ بالعِلْمِ ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ﴾ [العصر: 3]، هَذِهِ هِيَ المَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ وهِيَ: الدَّعْوَةُ إِلَى اللَّهِ بالأَمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ