×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

لا يَسْتَطِيعُونَ ذَلِكَ؛ لأَِنَّهُم بِحَاجَةٍ إِلَى نَوَاحٍ أُخْرَى غَيْر الجِهَادِ فَيَنْقَسِمُونَ إِلَى قِسْمَيْنِ:

قِسْمٌ يَنْفِرُ لِلجِهَادِ، وهُم من فِيهِم اللِّيَاقَةُ لِلجِهَادِ والشَّجَاعَةُ والقُوَّةُ والسِّيَاسَةُ الحَرْبِيَّةُ فَهَؤُلاَءِ يَنْفِرُونَ لِلجِهَادِ.

والقِسْمُ الثَّانِي يَتَفَرَّغُ لِطَلَبِ العِلْمِ، يَجْلِسُ في البَلَدِ أو يُسَافِرُ إِلَى بَلَدٍ آخَر لِطَلَبِ العِلْمِ والنَّاسُ يَحْتَاجُونَ إِلَى مُجَاهِدِينَ وإِلَى طَلَبَةِ عِلْمٍ، لا بُدَّ لِلنَّاسِ من هَذَيْنِ المَجَالَيْنِ: الجِهَادُ لِإِعْلاَءِ كَلِمَةِ اللَّهِ وصَدِّ العُدْوَانِ ونَشْرِ الدِّينِ والعِلْمُ لِلقِيَامِ بِمَا أَوجَبُ اللَّهُ تعالى، فَإِذَا رَجَعَ المُجَاهِدُونَ فَإِنَّ طَلَبَةَ العِلْمِ يُبَلِّغُونَهُم مَا حَصَّلُوا في غِيَابِهِم فَيَحْصُلُ بِذَلِكَ التَّعَاوُنِ عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى وتَقُومُ مَصَالِحُ العِبَادِ. والمَعْنَيَانِ صَحِيحَانِ في تَفْسِيرِ الآيَةِ سَوَاء أُرِيدَ النُّفُورفي طَلَبِ العِلْمِ أو أرِيد النُّفُور في الجِهَاد.

فَضْلُ العُلَمَاءِ

****

اللَّهُ تعالى أَثْنَى في كِتَابِهِ الكَرِيمِ عَلَى العُلَمَاءِ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في سُنَّتِهِ أَثْنَى عَلَى العُلَمَاءِ العَامِلِينَ ثَنَاءً كَثِيرًا كَفَى بِهِ لَهُم شَرَفًا وميزَةً، قَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [آل عمران: 18].

فَذَكَرَ شَهَادَةَ أَهْلِ العِلْمِ مَعَ شَهَادَتِهِ وشَهَادَةِ مَلاَئِكَتِهِ عَلَى أَجَلِّ مَشْهُودٍ بِهِ وهُوَ التَّوْحِيدُ فَدَلَّ عَلَى فَضْلِ أَهْلِ العِلْمِ.

وقَالَ تعالى: ﴿هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ [الزمر: 9]. فاللَّهُ جل وعلا نَفَى التَّسْوِيَةَ بَيْنَ الجُهَّالِ والعُلَمَاءِ لِعِظَمِ الفَرْقِ بَيْنَهُم.

وقَالَ تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ [فاطر: 28].


الشرح