عَنْهُ وتَكَبَّدَ المَشَاقَّ حَتَّى لَقِيَهُ
فَقَالَ: ﴿قَالَ
لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا
٦٦قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا ٦٧﴾
[الكهف: 66- 67].
فَمُوسَى
كَلِيمُ اللَّهِ عليه السلام ذَهَبَ لِطَلَبِ العِلْمِ وصَبَرَ عَلَى المَشَاقِّ
مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ العِلْمَ لا يَحْصُلُ عَفْوًا وإِنَّمَا لا بُدَّ لَهُ
من مَشَقَّةٍ ولا بُدَّ لَهُ من تَعَبٍ ولا بُدَّ من سَفَرٍ إِذَا اقْتَضَى
الأَمْرُ ولا بُدَّ من اغْتِرَابٍ أَيْضًا.
ثَانِيًا:
ومِنْ وسَائِلِ تَعَلُّمِ العِلْمِ تَدَبُّرُ القُرْآنِ فَحِينَمَا تَقْرَأُ
القُرْآنَ فَإِنَّكَ تَتَدَبَّرُ مَعَانِيهِ، مَا مَعْنَى هَذِهِ الآيَةِ؟ مَا
مَعْنَى هَذِهِ الكَلِمَةُ؟ ولَيْسَ المَطْلُوبِ أَنْ تَتخرصَ من عِنْدِكَ، هَذَا
لا يَجُوزُ، لَكِنْ تَرْجِعُ إِلَى كُتُبِ التَّفْسِيرِ الصَّحِيحَةِ
المَوْثُوقَةِ فَتَعْرِف مَعْنَى الآيَاتِ مَعْنَى كَلاَمِ اللَّهِ تعالى كَذَلِكَ
تَعْرِفُ مَعْنَى كَلاَمِ الرَّسُولِ إِذَا قَرَأْتَ حَدِيثًا من أَحَادِيثِ
الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ لا يَكْفِي أَنْ تَقْرَأَ أَلْفَاظَهُ
وتَمُرَّ عَلَيْهَا عَابِرًا، بَلْ لا بُدَّ أَنْ تَتَفَقَّهَ في مَعَانِيهَا
وتَعْرِفَ مُرَادَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم من كُلِّ كَلِمَةٍ وكُلِّ
حَدِيثٍ ولا تَتخرص ولَكِنْ تَرْجِعُ إِلَى الشُّرُوحِ وشُرُوحِ الأَحَادِيثِ
وتُكْثِرُ مِنَ الطَّاعَةِ في كُتُبِ الفِقْهِ والمُطَالَعَةِ في كُتُبِ
العَقِيدَةِ والمُطَالَعَةِ في كُتُبِ اللُّغَةِ.