الأَمْرَاضِ الجِسْمِيَّةِ، فَهُوَ يَشْفِي
القُلُوبَ ويُزِيلُ عَنْهَا مَا أَصَابَهَا من هَذِهِ الأَمْرَاضِ، كَمَا أَنَّهُ يَشْفِي
الأَبْدَانَ مِمَّا يُصِيبُهَا مِنَ الأَمْرَاضِ الحِسِّيَّةِ.
وأَمْرَاضُ
القُلُوبِ أَشَدُّ من أَمْرَاضِ الأَبْدَانِ؛ لأَِنَّ أَمْرَاضَ الأَبْدَانِ
غَايَةُ مَا تَنْتَهِي إِلَى المَوْتِ والمَوْتُ حَاصِلٌ ولا مَحَالَةَ قَالَ
تَعَالَى ﴿كُلُّ
نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ﴾
[آل عمران: 185].
ولَكِنَّ
مَرَضَ القَلْبِ هُوَ الخَطِيرُ؛ لأَِنَّ مَرَضَ القَلْبِ إِذَا اسْتَمَرَّ بِهِ
فَإِنَّهُ يَمُوتُ بِمَعْنَى أَنَّهُ يَفْسُدُ نِهَائِيًّا ويُصْبِحُ صَاحِبُهُ
مِنَ الكَافِرِينَ أو مِنَ الزَّائِغِينَ أو مِنَ الفَاسِقِينَ فَمَرَضُ القَلْبِ
أَشَدُّ خَطَرًا عَلَى الإِنْسَانِ من مَرَضِ البَدَنِ، ولا شِفَاءَ إِلاَّ
بالقُرْآنِ الكَرِيمِ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ شِفَاءً لِلنَّاسِ قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى: ﴿وَنُنَزِّلُ
مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّٰلِمِينَ
إِلَّا خَسَارٗا﴾ [الإسراء:
82].
فَجَعَلَهُ
اللَّهُ شِفَاءً لِلمُؤْمِنِينَ وخَصَّهُم بِذَلِكَ لأَِنَّهُم هُم الَّذِينَ
يَنْتَفِعُونَ بِهِ ويَهْتَدُونَ بِهِ فَيُزِيلُ عَنْهُم مَا في قُلُوبِهِم مِنَ
الوَسَاوِسِ والشُّكُوكِ والشُّبُهَاتِ.
وأَمَّا
أَهْلُ النِّفَاقِ وأَهْل الكُفْرِ وأَهْل الشِّرْكِ فَإِنَّهُم لا يَسْتَفِيدُونَ
مِنْهُ مَا دَامُوا عَلَى شِرْكِهِم وعَلَى نِفَاقِهِم وكُفْرِهِم إلاَّ إِذَا
تَابُوا إِلَى اللَّهِ تعالى.
ذَلِكُم
هُوَ القُرْآنُ الكَرِيمُ وهَذِهِ بَعْضُ أَوْصَافِهِ ولَهُ أَوْصَافٌ كَثِيرَةٌ
ذَكَرَهَا اللَّهُ تعالى في مَوَاضِعَ مُتَعَدِّدَةٍ.