مَوْقِفُ المُسْلِمِينَ من هَذَا القُرْآنِ الكَرِيمِ
****
أَوَّلاً:
وُجُوبُ تَعَلُّمِهِ لأَِوْلاَدِهِم ولِإِخْوَانِهِم مَعَ الاعْتِنَاءِ بِحِفْظِهِ
وإِتْقَانِهِ:
ولَكِنْ
مَا مَوْقِفُنَا نَحْنُ المُسْلِمِينَ من هَذَا القُرْآنِ العَظِيمِ، إِنَّهُ
يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِينَ نَحْوَ هَذَا القُرْآنَ العَظِيمَ واجِبَاتٌ عَظِيمَةٌ
ومَسْؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ سَنَتَحَدَّثُ عَنْ أَهَمِّهَا:
أَوَّلاً:
يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا هَذَا القُرْآنَ ويَتَدَارَسُوهُ
ويُدَرِّسُوهُ لأَِوْلاَدِهِم ولِإِخْوَانِهِم وأَنْ يَعْتَنُوا بِحِفْظِهِ
وإِتْقَانِ أَدَائِهِ لِقَوْلِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ
وَعَلَّمَهُ» ([1])،
أَيْ: تَعَلَّمَ القُرْآنَ في نَفْسِهِ وأَتْقَنَ تَعَلُّمَهُ ثُمَّ يُعَلِّمُهُ
لِغَيْرِهِ من إِخْوَانِهِ المُسْلِمِينَ لا يَقْتَصِرُ عَلَى نَفْسِهِ بَلْ
يَمُدُّ خَيْرَهُ ويَمُدُّ نَفْعَهُ إِلَى إِخْوَانِهِ وإِلَى أَبْنَاءِ
المُسْلِمِينَ.
فالمَطْلُوبُ مِنَ المُسْلِمِ أَنْ يَعْتَنِيَ بِتَعَلُّمِ هَذَا القُرْآنِ ولا يَكْفِي مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَهَجَّى القُرْآنَ تَهَجِّيًا مَا دَامَ أَنَّهُ مُتَمَكِّنٌ من أَنْ يَتَعَلَّمَهُ ويُتْقِنَهُ إِتْقَانًا صَحِيحًا ويَنْطِقَ بِهِ عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ ولا يَكْتَفِي بِالتَّهَجِّي، وإِنْ كَانَ التَّهَجِّي ومُحَاوَلَةُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ فِيهِ خَيْرٌ كَثِيرٍ، وقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» ([2])، ولَكِنْ هَذَا لِمَنْ لا يَقْدِرُ إلاَّ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَقْرَأُ حَسَبَ اسْتِطَاعَتِهِ ولا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلاَّ وُسْعَهَا، ولا يَتْرُكُ المُسْلِمُ تِلاَوَةَ القُرْآنِ مَهْمَا قَدرَ عَلَيْهَا،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4739).