ولَكِنْ مَنْ كَانَ يَقْدِرُ ويَجِدُ من
يُعَلِّمُهُ ويُرْشِدُهُ إِلَى القِرَاءَةِ الصَّحِيحَةِ فَإِنَّهُ يَجِبُ أَنْ
يَتَعَلَّمَ القِرَاءَةَ عَلَى الوَجْهِ المَطْلُوبِ وَلاَ يَبْقَى عَلَى جَهْلِهِ
بالقِرَاءَةِ الصَّحِيحَةِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ،
وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ
أَجْرَانِ» ([1]).
المَاهِرُ
المَقْصُودُ بِهِ الَّذِي يُجِيدُ قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ
هَذَا يَكُونُ يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، أَيْ:
المَلاَئِكَةِ الكِرَامِ سُمُّوا سَفَرَةً: فَهُمْ سُفَرَاءٌ مِنَ اللَّهِ عز وجل
يُرْسِلُهُم إِلَى عِبَادِهِ ويُرْسِلُهُم إِلَى أَنْبِيَائِهِ ورُسُلِهِ لِتَبْلِيغِ
الرِّسَالاَتِ.
كِرَام
بَرَرَة، أَيْ: كِرَامٌ عِنْدَ اللَّهِ تعالى «بَرَرَة» جَمْعُ بَارٍّ مِنَ البِرِّ وهُوَ فِعْلُ الخَيْرِ، وفِعْلُ
الطَّاعَةِ، فَهَذَا يَا أَخِي المُسْلِمُ جَزَاءُ من يُتْقِنُ قِرَاءَةَ
القُرْآنِ عَلَى الوَجْهِ المَطْلُوبِ يَنَالُ هَذِهِ الرِّفْعَةَ الطَّيِّبَةَ
فَاحْرِصْ عَلَى أَنْ تَكُونَ مَعَ الكِرَامِ البَرَرَةِ، والَّذِي يَقْرَأُ
القُرْآنَ ويتَتَعْتَع فِيهِ وهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ فلا يَتْرُكُ قِرَاءَةَ
القُرْآنِ فَإِنَّهُ يَقْرَأُ حَسَبَ اسْتِطَاعَتِهِ إِلَى أَنْ يَتَمَكَّنَ
ويَجِدَ من يُعَلِّمُهُ القِرَاءَةَ عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ
نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾
[البقرة: 286].
ثَانِيًا:
قِرَاءَتُهُ وتِلاَوَتُهُ:
ثَانِيًا: فَإِذَا تَعَلَّمْنَا القُرْآنَ وأَجَدْنَا النُّطْقَ بِهِ وأَجَدْنَا أَدَاءَهُ فَإِنَّ هَذَا لا يَكْفِي بَلْ يَجِبُ أَنْ نَتَعَاهَدَ قِرَاءَتَهُ وتِلاَوَتَهُ؛ لأَِنَّ تِلاَوَتَهُ عِبَادَةٌ وفِيهَا أَجْرٌ كَبِيرٌ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4653)، ومسلم رقم (798).