قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ
بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ «الم» حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ،
وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» ([1]).
وقَالَ
صلى الله عليه وسلم: «تَعَاهَدُوا هَذَا
الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِْبِلِ فِي عُقُلِهَا» ([2])والمَقْصُودُ:
أَكْثِرُوا من تِلاَوَةِ القُرْآنِ، فالإِنْسَانُ إِذَا غَفَلَ عَنِ القُرْآنِ
ومَضَى عَلَيْهِ مُدَّةً وهُوَ لَم يَتْلُ يُصَابُ قَلْبُهُ بالإِعْرَاضِ
والغَفْلَةِ، والقَسْوَةِ، أَمَّا إِذَا أَكْثَرَ من تِلاَوَتِهِ فَإِنَّهُ
يُحْيِي قَلْبَهُ ويجْلِي ذَاكِرَتَهُ.
ولِهَذَا
يَنْبَغِي لِلمُسْلِمِ أَنْ لا يَمُرَّ عَلَيْهِ شَهْرٌ عَلَى الأَقَلِّ إلاَّ
وقَدْ قَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ - هَذَا هُوَ الحَدُّ الأَخِيرُ - وإِنْ قَرَأَهُ
فِيمَا هُوَ أَقَلُّ من ذَلِكَ في كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ مَرَّةً بِحَيْثُ
يَخْتِمُهُ في الشَّهْرِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَهَذَا أَحْسَنُ.
وإِذَا
قَرَأَهُ في كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامِ مَرَّةً فَهَذَا أَحْسَنُ.
وإِذَا
قَرَأَهُ في كُلِّ ثَلاَثَةِ أَيَّامِ مَرَّةً فَهَذَا أَحْسَنُ.
فَإِنَّهُ
كُلَّمَا زَادَ من تِلاَوَةِ القُرْآنِ زَادَ أَجْرُهُ واسْتَنَارَتْ بَصِيرَتُهُ
وحَيَاةُ قَلْبِهِ.
وتِلاَوَةُ
القُرْآنِ مُيَسَّرَةٌ سَوَاء كَانَتْ تِلاَوَةً مُجَرَّدَةً عَنِ الصَّلاَةِ
بِأَنْ يَتْلُوَ الإِنْسَانُ القُرْآنَ وهُوَ جَالِسٌ أو رَاكِبا ومُضْطَجِعٌ
مُتَوَضِّئًا أو غَيْرَ مُتَوَضِّئٍ من غَيْرِ مَسٍّ لِلمُصْحَفِ في حَالَةِ
عَدَمِ الوضُوءِ. أَمَّا من عَلَيْهِ حَدَثٌ أَكْبَرُ فلا يَقْرَأُ القُرْآنَ
حَتَّى يَغْتَسِلَ.
ويَتْلُوهُ في الصَّلاَةِ وهَذَا أَفْضَلُ أو يَتْلُوهُ في قِيَامِ اللَّيْلِ أو التَّهَجُّدِ قَالَ