والحَمْدُ لِلَّهِ المُدَرِّسُونَ اليَوْمَ
كَثِيرُونَ ولا تَجِدُ حَيًّا مِنَ الأَحْيَاءِ إلاَّ وفِيهِ من يُدَرِّسُ
القُرْآنَ، وهَذِهِ فُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ مَا كَانَتْ مَوْجُودَةً في الزَّمَانِ
السَّابِقِ، فَعَلَى الأَخِ أَنْ يَخْتَارَ أَيَّ حَلقَةٍ مِنَ الحَلَقَاتِ، أو
أَيَّ مُدَرِّسٍ مِنَ المُدَرِّسِينَ ويُلاَزِمُ الحُضُورَ مَعَهُ يَومِيًّا إِلَى
أَنْ يُكْمِلَ القُرْآنَ.
وأَيْضًا
عَلَيْكَ أَنْ تُكْثِرَ من اسْتِعَادَةِ مَا قَرَأْتَ مَرَّةً ثَانِيَةً
وثَالِثَةً حَتَّى يَثْبُتَ في قَلْبِكَ وذَاكِرَتِكَ، وعَلَيْكَ بالعَمَلِ
بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ وسِيلَةٌ لِتَعَلُّمِهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ
وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 282].
التَّفْسِيرُ الَّذِي يُنْصَحُ بِقِرَاءَتِهِ
****
س
4: فَضِيلَةُ الشَّيْخِ حَفِظَهُ اللَّهُ، التَّفَاسِيرُ كَثِيرَةٌ فَمَا هُوَ
التَّفْسِيرُ الَّذِي يُنْصَحُ بِقِرَاءَتِهِ وجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا؟
ج
4: لا شَكَّ أَنَّ التَّفَاسِيرَ كَثِيرَةٌ والحَمْدُ لِلَّهِ، وهَذَا من نِعَم
اللَّهِ تعالى.
والتَّفَاسِيرُ
مُتَفَاوِتَةٌ مِنْهَا المُطَوَّلُ، ومِنْهَا المُخْتَصَرُ، ومِنْهَا التَّفْسِيرُ
السَّلِيمُ مِنَ الأَخْطَاءِ، ومِنْهَا التَّفْسِيرُ الَّذِي فِيهِ أَخْطَاءٌ ولا
سِيَّمَا في العَقِيدَةِ، والَّذِي أَنْصَحُ بِهِ إِخْوَانِي مِنَ الشَّبَابِ هُوَ
تَفْسِيرُ ابْن كَثِيرٍ فَإِنَّهُ من أَعْظَمِ التَّفَاسِيرِ وأَحْسَنِهَا
طَرِيقَةً ومَنْهَجًا بِالرَّغْمِ من اخْتِصَارِهِ؛ لأَِنَّهُ يُفَسِّرُ القُرْآنَ
بالقُرْآنِ أَوَّلاً، ثُمَّ بِالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، ثُمَّ بِأَقْوَالِ
السَّلَفِ، ثُمَّ بِمُقْتَضَى اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا،
فَهُوَ تَفْسِيرٌ مُتْقَنٌ ومَوْثُوقٌ.
وأَيْضًا
هُنَاكَ تَفْسِيرُ البَغَوِيّ، وتَفْسِيرُ الحَافِظِ ابْن جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ
فَهُوَ تَفْسِيرٌ واسِعٌ وشَامِلٌ، فَهَذِهِ التَّفَاسِيرُ مَوْثُوقٌ بِهَا،
وكَذَلِكَ تَفْسِيرُ الشَّيْخِ عَبْد الرَّحْمَنِ السَّعدِيّ فَهُوَ تَفْسِيرٌ
جَيِّدٌ وسَهْلُ العِبَارَةِ غَزِيرُ العِلْمِ،