×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

إِذًا فالأَمْرُ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ سَبَبٌ لِلأَمْنِ والاسْتِقْرَارِ والنَّصْرِ عَلَى الأَعْدَاءِ والتَّمْكِينِ في الأَرْضِ، وأَخْبَرَ تعالى أَنَّ الأَمْرَ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ يُنْجِي مِن عَذَابِ اللَّهِ إِذَا نَزَلَ في الأَرْضِ، لا يَنْجُو إِلاَّ الآمِرُونَ بالمَعْرُوفِ والنَّاهُونَ عَنِ المُنْكَرِ، أَمَّا السَّاكِتُونَ والمُدَاهِنُونَ فَإِنَّهُم يَهْلَكُونَ ولَوْ كَانُوا صَالِحِينَ، يَهْلَكُونَ مَعَ العُصَاةِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَسۡ‍َٔلۡهُمۡ عَنِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِي كَانَتۡ حَاضِرَةَ ٱلۡبَحۡرِ إِذۡ يَعۡدُونَ فِي ٱلسَّبۡتِ [الأعراف: 163]، نَهَاهُم اللَّهُ عَنْ صَيْدِ السَّمَكِ يَوْمَ السَّبْتِ ابْتِلاَءً وامْتِحَانًا لَهُم، ولَكِنَّهُمُ احْتَالُوا عَلَيْهِ ونَصَبُوا لَهُ الشِّبَاكَ وحَفَرُوا الحُفَرَ يَوْمَ السَّبْتِ فَصَارُوا يَأْخُذُونَهُ يَوْمَ الأَحَدِ احْتِيَالاً عَلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عز وجل قَالَ تَعَالَى: ﴿وَسۡ‍َٔلۡهُمۡ عَنِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِي كَانَتۡ حَاضِرَةَ ٱلۡبَحۡرِ إِذۡ يَعۡدُونَ فِي ٱلسَّبۡتِ إِذۡ تَأۡتِيهِمۡ حِيتَانُهُمۡ يَوۡمَ سَبۡتِهِمۡ شُرَّعٗا وَيَوۡمَ لَا يَسۡبِتُونَ لَا تَأۡتِيهِمۡۚ كَذَٰلِكَ نَبۡلُوهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ [الأعراف: 163] حتَّى إِنَّ اللَّهَ تعالى سَلَّطَ عَلَيْهِمُ الحِيتَانَ تَأْتِيهِم وتَكْثُرُ في اليَوْمِ الَّذِي نُهُوا عَنْ صَيْدِهَا فِيهِ ابْتِلاَءً لَهُم وامْتِحَانًا لَهُم فَأَغْرَاهُم ذَلِكَ بِأَنْ يَحْتَالُوا عَلَى أَكْلِهَا ﴿كَذَٰلِكَ نَبۡلُوهُم [الأعراف: 163]، يَعْنِي: نَخْتَبِرُهُم ﴿بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ [الأعراف: 163] ﴿وَإِذۡ قَالَتۡ أُمَّةٞ مِّنۡهُمۡ لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللَّهُ مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ قَالُواْ مَعۡذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ١٦٤فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذۡنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۢ بَ‍ِٔيسِۢ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ ١٦٥ [الأعراف: 164- 165].

لَمَّا نَزَلَ العَذَابُ لَم يَنْجُ إلاَّ الَّذِينَ نَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ، أَمَّا الَّذِينَ سَكَتُوا فلا يُدْرَى هَلْ هُم مِنَ النَّاجِينَ أَم هُمْ مَعَ الهَالِكِينَ؟ ولَمَّا ذَكَرَ تعالى في سُورَةِ هُودٍ مَا وقَعَ في الأُمَمِ السَّابِقَةِ مِنَ النَّكَبَاتِ والعُقُوبَاتِ والهَلاَكِ،


الشرح