مَا أَصَابَ المُجْتَمَعَاتِ في هَذَا العَصْرِ
بِسَبَبِ تَرْكِ الأَمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ.
****
المُجْتَمَعَاتُ
المُعَاصِرَةُ ومَا فِيها الآنَ مِنَ النَّكَبَاتِ ومَا فِيهَا مِنَ الفِتَنِ ومَا
فِيهَا مِنَ البَهِيمِيَّةِ وضَيَاعِ الأَخْلاَقِ وضَيَاعِ الأَعْرَاضِ
واخْتِلاَلِ الأَمْنِ، تَسْمَعُونَ من ذَلِكَ الشَّيْءَ الكَثِيرَ، حَتَّى وإِنْ
كَانَتْ تَمْلِكُ السِّلاَحَ وتَمْلِكُ القُوَّةَ والمُخْتَرَعَاتِ، لَكِنَّهَا
ضَائِعَةٌ في أَخْلاَقِهَا، وفي أَعْرَاضِهَا، مُهَدَّدَةٌ في أَمْنِهَا، أَمَّا
الأُمَّةُ الَّتِي تُؤْمِنُ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتَأْمُرُ بالمَعْرُوفِ وتَنْهَى
عَنِ المُنْكَرِ فَإِنَّهَا آمِنَةٌ كَمَا تَرَوْنَ والحَمْدُ لِلَّهِ في هَذِهِ
البِلاَدِ، ونَرْجُو اللَّهَ أَنْ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ، وأَنْ يُدِيمَ عَلَيْهَا
فَضْلَهُ، وأَنْ يَجْعَلَهَا أُمَّةً صَالِحَةً آمِرَةً بالمَعْرُوفِ ونَاهِيَةً
عَنِ المُنْكَرِ، هَذَا جَانِبٌ عَظِيمٌ يَا عِبَادَ اللَّهِ، ولِلأَْمْرِ
بالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ فَوَائِدٌ عَظِيمَةٌ، وقَدْ نَصَّ
اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا في كِتَابِهِ الكَرِيمِ فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ
الأَمْرَ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ هُوَ سَبَبُ الاسْتِقْرَارِ
والتَّمْكِينِ في الأَرْضِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ
أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ
لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ
كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ
عَزِيزٌ ٤٠ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ
وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ٤١﴾
[الحج: 40- 41] أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بَلْ أَقْسَمَ تعالى أَنْ يَنْصُرَ مَنْ
يَنْصُرُهُ، فَمَنْ هُم الَّذِينَ يَنْصُرُونَ اللَّهَ؟ هُم الَّذِينَ يَنْصُرُونَ
دِينَ اللَّهِ عز وجل ثُمَّ بَيَّنَهُم بِقَوْلِهِ: ﴿ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ
وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ﴾
[الحج: 41].