×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

قَالَ أَبُو هُرَيرَة: كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ثُمَّ تَأْتُونَ بِهِم يُقَادُونَ في السَّلاَسِلِ حَتَّى يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، بِمَعْنَى: أَنَّكُم تَأْسِرُونَ الكُفَّارَ ثَمَّ يُسْلِمُونَ ويَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فَأَسْرُهُم كَانَ لِمَصْلَحَتِهِم وإِنْقَاذِهِم من عَذَابِ اللَّهِ، فَهَذَا من فَضْلِ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّتِي مَنَحَهُ اللَّهُ لَهَا.

الحِكْمَةُ من مَشْرُوعِيَّةِ الجِهَادِ في سَبِيلِ اللَّهِ

****

المُسْلِمُونَ لا يُجَاهِدُونَ الكُفَّارَ طَمَعًا في أَرَاضِيهِم أو طَمَعًا في أَمْوَالِهِم، وإِنَّمَا يُجَاهِدُونَ لأَِجْلِ إِنْقَاذِهِم مِنَ النَّارِ إِنِ اهْتَدَوْا، ولأَِجْلِ إِرَاحَةِ المُسْلِمِينَ مِنْهُم وتَطْهِيرِ الأَرْضِ من شِرْكِهِم وكُفْرِهِم، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ [الأنفال: 39].

هَذَا هُوَ الغَرَضُ مِنَ الجِهَادِ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ الأَمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وهُوَ مَزِيَّةٌ عَظِيمَةٌ لِهَذِهِ الأُمَّةِ تُجَاهِدُ النَّاسَ لأَِجْلِ مَصْلَحَةِ النَّاسِ، ولأَِجْلِ إِدْخَالِهِم في الجَنَّةِ وإِنْقَاذِهِم مِنَ النَّارِ.

الصِّفَاتُ الَّتِي يَجِبُ تَوَافُرُهَا فِي مَنْ يَأْمُرُ بالمَعْرُوفِ

ويَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ

****

لَكِنْ مَا كُلُّ أَحَدٍ يَصْلُحُ لأَِنْ يَأْمُرَ بالمَعْرُوفِ ويَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، لا بُدَّ من صِفَاتٍ تَتَحَقَّقُ في الآمِرِ بالمَعْرُوفِ والنَّاهِي عَنِ المُنْكَرِ أَنْ يَتَحَلَّى بِثَلاَثِ صِفَاتٍ:

الصِّفَةُ الأُولَى: العِلْمُ: بِأَنْ يَكُونَ عَالِمًا بما يَأْمُرُ بِهِ وبِمَا يَنْهَى عَنْهُ، يَعْلَمُ مَا هُوَ المُنْكَرُ مِنَ المُحَرَّمِ والمَكْرُوهِ، وبِعِبَارَةٍ أُخْرَى: يَعْلَمُ مَا هُوَ المَنْهِيّ عَنْهُ شَرْعًا حَتَّى


الشرح