×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

سُلْطَةً ووِلاَيَةً من ولِيِّ الأَمْرِ فالنَّاسُ يَنْقَادُونَ لَهُ، والإِسْلاَمُ لا يُرِيدُ الفَوْضَى، وإِنَّمَا يُرِيدُ ضَبْطَ الأُمُورِ ويُرِيدُ اجْتِمَاع الكَلِمَةِ.

الأَنَاشِيدُ الإِسْلاَمِيَّةُ والتَّمْثِيلِيَّاتُ الدِّينِيَّةُ ونَادِي كُرَةُ القَدَمِ

****

س 7: سَائِلٌ يَقُولُ: مَا حُكْمُ الأَنَاشِيدِ المُسَمَّاةِ إِسْلاَمِيَّةٍ؟ ومَا حُكْمُ التَّمْثِيلِيَّاتِ المُسَمَّاةِ دِينِيَّةٍ؟ ومَا حُكْمُ نَادِي كُرَةُ القَدَمِ مَعَ التَّفْصِيلِ؟

ج 7: أَمَّا قَضِيَّةُ الأَنَاشِيدِ فَتَسْمِيَتُهَا إِسْلاَمِيَّةٌ خَطَأٌ، لَكِنْ تُسَمَّى عَرَبِيَّةً، وأَمَّا حُكْمُهَا المَعْرُوفُ مِنَ السُّنَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِلحُدَاة في السَّفَرِ أَنْ يَحْدوا بالإِبِلِ، لأَِجْلِ أَنْ تَتْبَعَ صَوْتَ الرَّاعيِ أو صَوْتَ الحَادِي، وكَذَلِكَ رَخَّصَ في إِنْشَادِ الشِّعْرَ وقْتَ العَمَلِ ووَقْتَ التَّعَبِ مِنَ العَمَلِ كَمَا في بِنَاءِ المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، فَإِنْشَادُ شَيْءٍ مِنَ الشِّعْرِ في حَالَةِ السَّفَرِ لأَِجْلِ التَّنْشِيطِ عَلَى السَّيْرِ أو لأَِجْلِ إِزَالَةِ النَّوْمِ والنُّعَاسِ عَنِ المُسَافِرِينَ أو لأَِجْلِ تَنْشِيطِ العَامِلِينَ في البِنَاءِ هَذِهِ أُمُورٌ ورَدَتْ بِهَا السَّنَةُ ولا بَأْسَ بِهَا، لَكِنْ لا تَكُونُ بِأَصْوَاتٍ جَمَاعِيَّةٍ ونَغَمَاتٍ وتَنْغِيمَاتٍ وتَرْنِيمَاتٍ، وإِنَّمَا كُلُّ واحِدٍ يَنْشُدُ بِصَوْتِهِ ولا يَرْتَبِطُ بِجَمَاعَةٍ آخَرِينَ مُنْتَظِمِينَ يُنَغِّمُونَ الصَّوْتَ ويُصْبِحُ عَلَى شَكْلِ تَرَانِيمِ النَّصَارَى أو تَرَانِيمِ الصُّوفِيَّةِ هَذَا لا يَجُوزُ.

فالأَصْلُ في الأَغَانِي التَّحْرِيمُ، والأَصْلُ في الغِنَاءِ التَّحْرِيمُ، وإِنَّمَا يُرَخَّصُ مِنْهُ بِمَا ورَدَتِ الأَدِلَّةُ لَهُ، وهُوَ الحِدَاءُ في السَّفَرِ أو شَيْءٌ مِنَ الغِنَاءِ وقْتُ السَّآمَةِ مِنَ العَمَلِ بِأَصْوَاتٍ فَرْدِيَّةٍ لا بِأَصْوَاتِ مُنْتَظِمَةٍ وأَصْوَاتٍ مُنَغَّمَةٍ وأَصْوَاتَ لَهَا فِرَقٌ إِنْشَادَيَّةٌ يُرَتِّبُونَهَا ويُنَظِّمُونَهَا، هَذَا كُلُهُ لا يَرَخَّصُ فِيهِ لأَِنَّهُ مِنَ الزِّيَادَةِ عَلَى مَا جَاءَ في الأَدِلَّةِ.


الشرح