×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

وقَالَ تِلْمِيذُهُ ابْنُ عَبْدِ الهَادِي: ولِلشَّيْخِ رحمه الله مِنَ المُصَنَّفَاتِ الفَتَاوَى والقَوَاعِدِ والأَجْوِبَةِ والرَّسَائِلِ وغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الفَوَائِدِ مَا لا يَنْضَبِطُ، وقَالَ: ولا أَعْلَمُ أَحَدًا من مُتَقَدِّمِي الأُمَّةِ ولا متأخريهَا جَمَعَ مِثْلَ مَا جَمَعَ ولا صَنَّفَ نَحْوَ مَا صَنَّفَ، وكَثِيرٌ مِنْهَا صَنَّفَهُ في الحَبْسِ ولَيْسَ عِنْدَهُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الكُتُبِ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا جَمَعَهُ في تَفْسِيرِ القُرْآنِ العَظِيمِ، ومَا جَمَعَهُ من أَقْوَالِ مُفَسِّرِي السَّلَفِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الأَسَانِيدَ في كُتُبِهِم، وذَلِكَ في أَكْثَرِ من ثَلاَثِينَ مُجَلَّدًا، وقَدْ يُفَوِّتُ أَصْحَابُهُ بَعْضَ ذَلِكَ وكَثِيرًا مِنْهُ لَم يَكْتُبُوهُ، وكَانَ رحمه الله يَقُولُ: رُبَّمَا طالعت عَلَى الآيَةِ الوَاحِدَةِ نَحْوَ مِائَةِ تَفْسِيرٍ ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الفَهْمَ وأَقُولُ: يَا مُعَلِّمُ إِبْرَاهِيمَ علمني، وقَالَ العَلامَةَ ابْنُ الَزْمِلكَانِي: «لَقَدْ أُعْطِيَ ابْنُ تِيمِية اليَدَ الطُّولَى في حُسْنِ التَّصْنِيفِ وجَوْدَةِ العِبَارَةِ والتَّرْتِيبِ والتَّقْسِيمِ والتَّبْيِينِ، وقَدْ أَلاَنَ اللَّهُ لَهُ العُلُومَ كَمَا أَلاَنَ لِدَاوُدَ الحَدِيدِ، وقَالَ الشَّيْخُ عُمَرُ الِبزَّار: وأَمَّا مُؤَلَّفَاتُهُ ومُصَنَّفَاتُهُ فَإِنَّهَا أَكْثَرُ من أَنْ أَقْدِرَ عَلَى إِحْصَائِهَا، بَلْ هَذَا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ؛ لأَِنَّهَا كَثِيرَةٌ جِدًّا كِبَارًا وصِغَارًا، وهِيَ مُنْتَشِرَةٌ في البُلْدَانِ فَقَلَّ بَلَدٌ نزلته إلاَّ ورَأَيْتَ فِيهِ من تَصَانِيفِهِ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ عِشْرِينَ مُجَلَّدًا كَنَقْضِ التَّأْسِيسِ، ومَا يَبْلُغْ خمْس مُجَلَّدَاتٍ كَالْجَمْعِ بَيْنَ العَقْلِ والنَّقْلِ، ومَا يَبْلُغُ أَرْبَعُ مُجَلَّدَاتٍ كَكِتَابِ الرَّدِّ عَلَى طَوَائِفَ الشِّيعَةِ والقَدَرِيَّةِ وابْنِ المُطهرِ الرافضي، ومَا يَبْلُغُ ثَلاَثُ مُجَلَّدَاتٍ كَالرَّدِّ عَلَى النَّصَارَى، ومَا يَبْلُغُ مُجَلَّدًا واحِدًا فَكَثِيرٌ جِدًّا فَكِتَابُ تَفْسِيرِ سُورَةِ الإِخْلاَصِ مُجَلَّدٌ، وكِتَابُ الكَلاَمِ عَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5] مُجَلَّدٌ نَحْو خَمْسٌ وثَلاَثُونَ كرَّاسَة، والصَّارِمُ المَسْلُولُ عَلَى شَاتِمِ الرَّسُولِ مُجَلَّدٌ، وتَنْبِيهُ الرَّجُلِ العَاقِلِ عَلَى تَمْوِيهِ المُجَادِلِ البَاطِلِ مُجَلَّدٌ، وكِتَابُ المَسَائِلِ


الشرح