×

وَأَنْ يَمْشِيَ إِلَيْهَا بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ الإِْقَامَةَ فَامْشُوا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ؛ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا» ([1]).

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَأَنْ يَمْشِيَ إِلَيْهَا بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ»، هذا من آداب المشي إلى الصلاة أيضًا، مع هذا الدعاء فإنه يمشي إليها، يمشي إلى الصلاة، أو يركب إليها -إذا احتاج إلى الركوب- بسكينةٍ ووقارٍ.

الفرق بين السكينة والوقار: أن السكينة تكون في الحركات، والوقار يكون في الهيئة، يكون الإنسان وقورًا، لا يتلفَّت، لا يضحك، لا يمزح، يكون وقورًا؛ لأنه متوجه إلى عبادة عظيمة.

والسَّكينة في الحركة؛ بألا يكون عنده حركة قوية، بل يكون هادئًا في مشيئته؛ لأنه متوجه إلى ربه، متوجه إلى عبادة الله.

وكان علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه «إذا توضأ يصفرُّ لَونه، فإذا قام إلى الصلاة، ارتعد من الفرق، فقيل له في ذلك، فقال: ألا تدرون بين يدي مَن أريد أن أقوم، ولمن أناجي؟» وهو الله سبحانه وتعالى.

فمن هَيبته لله عز وجل أنه كان يخاف من الله، فيتغير لونه؛ لأنه مُقبِل على القيام بين يدي الله، وذكروا «أنه احترق البيت الذي هو فيه، وهو قائم يصلي، فلما انصرف، قالوا له: مَا لَكَ؛ لم تنصرف؟ فقال: إني اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخرى».

فهكذا يكون المسلم عندما يتوجه إلى الله يكون بسكينة ووقار، ولا يكون طائشًا ولا عابسًا، ولا منشغلاً بغير ذكر الله عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (861)، وأحمد رقم (7250).