×

قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعتُمُ الإِْقَامَةَ» للصلاة، سمعتم الصلاة تُقام، فلا تسرعوا، وخص الإقامة؛ لأن الإنسان قد يكون إذا سمع الإقامة يسرع، وإلا حتى ولو قبل الإقامة يكون في مشيته بسكينة ووقار، لكن نص على الإقامة؛ لأنها تحفز الإنسان، إذا سمع الإقامة؛ يحفزه ذلك على أن يسرع، الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: لا تسرع، ولو سمعت الإقامة.

«إِذَا سَمِعتُمُ الإِْقَامَةَ فَامْشُوا»، لم يقل: اسعَوا، أو اركضوا.

«فَامْشُوا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ»، السكينة في الحركات، عدم الجلبة والأصوات.

«فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا»، وفي رواية: «فَاقْضُوا بَعْدَ سَلاَمِ الإِْمَامِ»، ولا تسرع تخشى أن يفوتك شيء، بل امشِ على هيئتك بسكينة.

والصلاة ليست من الأشياء التي تُنتَهب، بل هي من العبادات العظيمة التي يأتي إليها الإنسان وهو مطمئن، ساكن القلب مطمئنًا؛ لأنه قد يسرع، فيثور نفسه، فيدخل في الصلاة وهو ثائر النفس، وهذا مما يشغله عن الخشوع في الصلاة، أما إذا جاء في هدوء، ودخل في الصلاة بطمأنينة؛ فهذا أدعى لأن يخشع قلبه، ويسكن بين يدي الله سبحانه وتعالى.

ولله المثل الأعلى: أنت لو جئت إلى ملِك، لو أقبلت على ملِك من الملوك، وهو يراك، ألا تحسن هيئتك؟ ألا تتأدب في مشيك؟ ألا تحسب كل حركاتك خوفًا أو هَيبة لهذا الشخص؟! الله عز وجل أَوْلَى أن تهابه، وتخاف منه، وأن تتأدب معه سبحانه وتعالى.

«فَامْشُوا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ» «فَصَلُّوا» -مع الإمام-، «وَمَا فَاتَكُمْ» منها «فَاقْضُوا»» بعد الإمام، وفي رواية: «فَأتِمُّوا» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (908)، ومسلم رقم (602).