×

«مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم»، الشيطان الذي هو إبليس وجنوده.

«الرَّجِيم»، يعني: المرجوم المُبعَد من رحمة الله سبحانه وتعالى؛ لأنه عدوُّه، فأنت تستعيذ بالله منه، وألا يدخل معك يُشوِّش عليك صلاتك.

«وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيم»، سلطانه: سلطان الله عز وجل وهو سلطته ومُلكه، بيده ملكوت السماوات والأرض؛ ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ [الملك: 1].

السلطان المُطلَق لله عز وجل، والمُلك لله عز وجل، وما بأيدي الخلق من السلطة أو الملك إنما هو منحة، منحة من الله جل وعلا، فالسلطان المُطلَق والملك المطلق لله؛ ﴿لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ [غافر: 16].

«وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيم»، الله عز وجل بأسمائه وصفاته أول لا بداية له، وآخِر لا نهاية له؛ كما قال جل وعلا: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ [الحديد: 3]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ» ([1]).

فأنت تستعيذ بهذه الصفات العظيمة لله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم، الذي هو عدوك اللَّدود، الذي تعهد بإضلالك وإغوائك حين قال: ﴿لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا [الإسراء: 62]، وقال: ﴿ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ [الأعراف: 17]، هذا ما تعهَّد به الشيطان؛ فهو عدوٌّ مبين خطير جدًّا، فأنت تستعيذ بالله عز وجل أن يعصمك ويحميك منه، وأن يبعده عنك؛ حتى لا يُفسِد عليك صلاتك التي جئت من أجلها.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2713).