×

التحوُّل من الكفر إلى الإيمان، التحوُّل من المعصية إلى الطاعة، كل هذا لا يكون إلا بالله سبحانه وتعالى.

والقوة لله عز وجل، هو القوي العزيز، وهو القوي، وهو الذي يمنح القوة للناس؛ فهذا إعلان العجز والاعتصام بالله عز وجل، وأن العبد إن لم يُقَوِّهِ الله ويعينه؛ فإنه عاجز.

«اللهمَّ إِنِّي»، هذا طلب؛ فبعد أن أثنى على الله عز وجل سأله.

فالأول دعاءُ عبادةٍ، وهذا دعاءُ مسألةٍ، الثناء على الله دعاء عبادة، والطلب من الله هذا دعاء مسألة.

اللهم إني أسألك، اللهم: أصله: يا الله، ثم حُذِفت ياء النداء، وعُوِّض عنها الميم؛ اللهم.

«اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ»، العَوذ: هو الالتجاء إلى الله عز وجل، ولا يجوز أن يُطلق هذا إلا في حق الله؛ تقول: «أعوذ بالله»، ولا تقول: «أعوذ بفلان»، بل تقول: «أعوذ بالله»، والعَوذ نوع من أنواع العبادة أيضًا.

«اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ»، الضلال: ضد الهُدى، أن أضل في ديني وعقيدتي، كما ضل أكثر الناس.

«أَوْ أُضَلَّ»: أنَّ أحدًا يُضِلني من دعاة السوء، شياطين الإنس والجن؛ لأن دعاة السوء يُضِلون الناس؛ ﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ [الأنعام: 144]، فشياطين الجن والإنس، ودعاة الضلال يُضِلون الناس إذا أطاعوهم، وما ضل مَن ضل مِن الخلق إلا بسبب دعاة الضلال، فأنت تستعيذ بالله منهم.

«أَوْ أَزِلَّ»، الزَّلل: هو الخطأ، والخطأ: ضد الصواب، أن تزل في دينك، أن تزل في عقيدتك، أن تزل في أمور دينك، من الزلل، وهو الخطأ والخروج عن الحق.


الشرح