×

وكذلك لو مد الباء، قال: «الله أكبار»، لا تصح؛ لأن أكبار» جمع كبر، وهو الطبل، فيتغير المعنى، هذه تغيُّرات في ألفاظ «الله أكبر»، يختلف بهذا المعنى؛ فلا تصح.

قوله رحمه الله: «وَالأَخْرَسُ يُحْرِمُ بِقَلْبِهِ، وَلا يُحَرِّكُ لِسَانَهُ»، الأخرس: وهو الذي لا يستطيع النطق بالتكبيرة -تكبيرة الإحرام- ماذا يعمل؟ يُحرِم بقلبه، ينوي بقلبه، ولا يتلفظ بلسانه؛ لأنه لا يستطيع النطق بها، فإذا حرك لسانه، يكون هذا من العبث في الصلاة والحركة، يكون من الحركة في الصلاة، فلا يحرك لسانه، وهو لا يستطيع أن يتلفظ بـ «الله أكبر»، بل يقولها بقلبه، ويكفي هذا؛ لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ([1]).

أما السليم، فلو كبر بقلبه، ولم يتلفظ بطلت صلاته؛ لأنه ترك ركنًا من أركان الصلاة، أما غير السليم -وهو الأخرس-، فهذا يكفيه النية بالقلب، فلا يتلفظ بلسانه.

قوله رحمه الله: «وَكَذَا حُكْمُ الْقِرَاءَةِ وَالتَّسْبِيحِ وَغَيْرِهِمَا»، وكذا في حق الأخرس حكم القراءة: قراءة الفاتحة، أو غيرها من القرآن، يقرأ بقلبه، ولا يتلفظ بلسانه؛ لأنه لا يستطيع النطق، فيحرك لسانه من غير فائدة فيقرأ الفاتحة، ويقرأ ما بعدها ما تيسر من القرآن بقلبه، وكذا سائر أذكار الصلاة في الركوع، والسجود، والتشهُّد، وغير ذلك يأتي بها بقلبه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7288)، ومسلم رقم (1337).