وَالتَّشَهُّدُ الأَخِيرُ رُكْنٌ؛ لِقَوْلِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: كُنَّا نَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيْنَا التَّشَهُّدُ:
السَّلاَمُ عَلَى الله، السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَقُولُوا هَذَا، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ...»، رَوَاهُ
النَّسَائِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ([1]).
وَالْوَاجِبَاتُ
الَّتِي تَسْقُطُ سَهْوًا ثَمَانِيَةٌ: التَّكْبِيرَةُ غَيْرُ الأُولَى،
وَالتَّسْمِيعُ لِلإِمَامِ وَالمُنْفَرِدِ، وَالتَّحْمِيدُ لِلْكُلِّ، وَتَسْبِيحُ
رُكُوعٍ وَسُجُودٍ، وَقَوْلُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، والتَّشَهُّدُ الأَوَّلُ،
والْجُلُوسُ لَهُ، وَمَا عَدَا ذَلِكَ سُنَنُ أَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ.
****
الشرح
كانوا
في الأول يقولون: «السَّلاَمُ عَلَى الله،
السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«لاَ تَقُولُوا هَذَا، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ...»»، والتحيات
هي التعظيمات، التحيات أي: التعظيمات، فالله جل وعلا يُحَيَّا، يعني: يُعظَّم، ولا
يُسلَّم عليه؛ لأنه هو السلام والمسلم سبحانه وتعالى، السلام دعاء، والله جل وعلا
يُدعَى، ولا يُدعَى له.
قوله
رحمه الله: «وَالْوَاجِبَاتُ
الَّتِي تَسْقُطُ سَهْوًا ثَمَانِيَةٌ»، الواجبات في الصلاة ثمانية؛ لأن أعمال
الصلاة تنقسم إلى أركان، وإلى واجبات، وإلى سُنن.
قوله رحمه الله: «التَّكْبِيرَاتُ غَيْرُ الأُْولَى»، جميع تكبيرات الانتقال كلها واجبة من واجبات الصلاة، وأما الأولى، فهي تكبيرة الإحرام، فهذه ركن لا تنعقد الصلاة إلا بها.