وَأَمَّا سُجُودُ السَّهْوِ، فَقَالَ أَحْمَدُ: «يُحْفَظُ
فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمْسَةُ أَشْيَاءَ؛ سَلَّمَ مِنِ
اثْنَتَيْنِ فَسَجَدَ، وَسَلَّمَ مِنْ ثَلاَثٍ فَسَجَدَ، وَفِي الزِّيَادَةِ
وَالنُّقْصَانِ، وَقَامَ مِنَ الثِّنْتَيْنِ فَلَمْ يَتَشَهَّدْ».
قَالَ
الْخَطَّابِي: الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهِ عِنْد أَهْلِ الْعِلْمِ فِي هَذِهِ
الأَْحَادِيثِ الْخَمْسَةِ، يَعْنِي: حَدِيثَي ابنِ مَسْعُودٍ ([1])، وَأَبِي
سَعِيدٍ ([2])،
وَأَبِي هُرَيْرَةَ ([3])،
وَابْنِ بُحَيْنَةَ ([4])،
وَسُجُودُ السَّهْوِ يُشْرَعُ لِلزِّيَادَةِ وَالنَّقْصِ، وَشَكٍّ فِي فَرْضٍ
وَنَفْلٍ، إلاَّ أَنْ يَكْثُرَ فَيَصِيرَ كَوَسْوَاسٍ فَيَطْرَحَهُ، وَكَذَا فِي
الْوُضُوءِ، وَالْغُسْلِ، وَإِزَالَةِ النَّجَاسَةِ؛ فَمَتَى زَادَ فِعْلاً مِنْ
جِنْسِ الصَّلاَةِ قِيَامًا، أَوْ رُكُوعًا، أَوْ سُجُودًا، أَوْ قُعُودًا عَمْدًا
بَطَلَتْ، وَسَهْوًا يَسْجُدُ لَهُ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا زَادَ
الرَّجُلُ أَوْ نَقَصَ فِي صَلاَتِهِ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَينِ»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ
([5]).
****
الشرح
قوله رحمه الله: «وَأَمَّا سُجُودُ السَّهْوِ؛ فَقَالَ أَحْمَدُ: يُحْفَظُ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمْسَةُ أَشْيَاءَ»، أما سجود السهو، إذا سها الإنسان في صلاته، وهذا يكثر أنه يحدث سهو في الصلاة، فيجبره بسجود السهو، ولذلك سُمِّي سجود السهو، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في خمس حالات، الأولى:
([1])أخرجه: البخاري رقم (401)، ومسلم رقم (572).