×

وكيفية القبض: أنه يقبض كفه اليسرى بكفه اليمنى من مفصل الكف، ومفصل الكف: هو ما يجمع بين الكف والذراع، أما ما يجمع ما بين الذراع والعضد، فهذا يسمى المِرفق، أما الذي يجمع الذراع والكف، فهذا يسمى بالكوع.

فيضع كفه اليمنى على كفه اليسرى على كوعها، ويضعهما على صدره، هذا موضع وضع اليدين إذا قبضهما بالقيام.

وأما إرسال اليدين، فهذا خلاف السُّنة، وإن كان يقول به بعض العلماء، فإنه خلاف السُّنة، ولا شك أن اتباع السُّنة أَوْلَى من اتباع أقوال العلماء واجتهاداتهم، فإذا تبينت السُّنة؛ فلا قول لأحد.

قوله رحمه الله: «وَمَعْنَاهُ: ذُلٌّ بَيْنَ يَدَي رَبِّهِ عز وجل »، ولماذا يقبض يديه، ويضعهما على صدره؟ معناه: الذل بين يدي ربه عز وجل استسلم لله عز وجل وانقاد له، وخضع بين يديه، ولأن هذا أيضًا يقطع الحركة بيديه.

أما موضع نظره، فإنه لا يُسرِّح بصرَه أمامه، أو عن يمينه، أو عن شماله؛ لأن هذا يشغله عن صلاته.

وكذلك لا يرفع بصره إلى السماء؛ لأن هذا منهي عنه، فيه وعيد شديد، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ؟ فَاشْتَدَّ قوله فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: لَيَنتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ» ([1])، فلا يجوز للإنسان أنه يرفع بصره إلى السماء وهو يصلي.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (750).