×

 ثُمَّ يَسْتَفْتِحُ سِرًّا فَيَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللهمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَمَعْنَى سُبْحَانَكَ اللهمَّ، أَيْ: أُنَزِّهُكَ التَّنْزِيهَ اللاَّئِقَ بِجَلالِكَ يَا اللهُ، وَقَوْلُهُ: وَبِحَمْدِكَ قِيلَ مَعْنَاهُ: أَجْمَعُ لَكَ بَيْنَ الْتَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، أَيْ: الْبَرَكَةُ تُنَالُ بِذِكْرِكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، أَيْ: جَلَّتْ عَظَمَتُك، وَلاَ إِلَهَ غيْرُكَ ([1])، أَيْ: لاَ مَعْبُودَ فِي الأَْرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ بِحَقٍّ سِوَاكَ يَا اللهُ، وَيَجُوزُ الاِسْتِفْتَاحُ بِكُلِّ مَا وَرَدَ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَسْتَفْتِحُ سِرًّا فَيَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللهمَّ وَبِحَمْدِكَ»، ثم يستفتح، يعني: يأتي بدعاء الاستفتاح؛ لأنه في أول الصلاة، فيقول: «سُبْحَانَكَ اللهمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ»، هذا لفظ الاستفتاح، أو هو أحد ألفاظ الاستفتاح الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومعنى اللهم: سبق لنا بيان معناها.

«سُبْحَانَكَ اللهمّ»، سبحانك: أي أنزهك؛ لأن التسبيح معناه التنزيه، سبحانك: أي: أنزهك يا الله عما لا يليق بجلالك وعظمتك.

«وَبِحَمْدِكَ»، أي: أنه يجمع له بين التسبيح والتحميد، أي: أجمع بين تسبيحك وحمدك.

«وَتَبَارَكَ اسْمُكَ»، البركة هي كثرة الخير ونماؤه وثبوته.

«واسمك»، أي: تباركت أسماؤك؛ لأن المفرد إذا أضيف يَعُمُّ.

«وَتَبَارَكَ اسْمُكَ»، أي: تباركت كل أسمائك، أسماء الله عز وجل مباركة؛ ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ [الأعراف: 180].


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (399).