«وَتَبَارَكَ اسْمُكَ»، أي:
البركة تُنال بذِكْرك يا الله.
«وَتَعَالَى جَدُّكَ»،
أي: ارتفع، تعالى، أي: ارتفع، جدك: أي عظمتك، ارتفعت عظمتك، وهذا أحد أنواع
العُلُوِّ.
العُلُوُّ
ثلاثة أنواع: عُلُوُّ الذات، وعُلُوُّ القدر، وعُلُوُّ
القهر، كلها ثابته لله سبحانه وتعالى، فهو:
*
عَلِيٌّ في ذاته فوق مخلوقاته.
*
وعَلِيٌّ بقَدْرِه سبحانه وتعالى؛ فلا أحد أعظم منه قَدْرًا.
*
وعَلِيٌّ بقهره، ﴿وَهُوَ
ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ﴾
[الأنعام: 18]؛ فهو عَلِيٌّ بقهره سبحانه، ﴿ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ﴾
[إبراهيم: 48]، قهر كل شيء سبحانه وتعالى حتى خضع له.
«وَتَعَالَى جَدُّكَ»،
أي: جلت عظمتك، وارتفعت في ذاتك، وفي قدرك، وفي قهرك يا الله، يخاطب الله جل وعلا.
«وَلاَ إِلَهَ غيْرُكَ»،
أي: لا معبود بحق سواك؛ لأن الإله معناه: المعبود، والإلهية معناها:
العبادة، لا معبود بحق سواك.
وليس
معناها: «لا إله»، أي: لا إله سواك،
هذا باطل؛ لأنه هناك معبودات كثيرة، فلو قلنا: «لا معبود سواك»، صارت كل هذه المعبودات هي الله، وهذا مذهب وحدة
الوجود.
فلا
تقل: «معنى لا إله غيرك أي: لا معبود سواك»،
بل تُقيِّده، تقول: «لا معبود بحق، أو لا
معبود حقٌ سواك»، وأما ما عدا الله، فإنه معبود بالباطل؛ كما قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ
بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ
وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾
[الحج: 62].
«وَلاَ إِلَهَ غيْرُكَ»:
إعلان بالتوحيد، وإبطال للشرك بهذه الكلمة المختصرة العظيمة.